Laman

Jumat, 10 Mei 2013

cerita kitab irsyadul 'ibad






 الحكاية



من إرشاد العباد
 















Cerita Kalimat Toyyibah
وحكى إمامنا محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه قال: رأيت بمكة نصرانياً يدعى بالأسقف، وهو يطوف بالكعبة، فقلت له: ما الذي رغبك عن دين آبائك؟ فقال: بدلت خيراً منه، قلت: فكيف كان ذلك؟ فحكى لي أنه ركب البحر. قال: فلما توسطنا فيه انكسرت المركب، فسلمت على لوح، فما زالت الأمواج تدافعني حتى رمتني في جزيرة من جزائر البحر فيها أشجار كثيرة، ولها أثمار أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وفيها نهر جارٍ عذب. قال: فقلت الحمد لله على ذلك آكل من هذا الثمر، وأشرب من هذا النهر حتى يأتي الله تعالى بالفرج، فلما ذهب النهار وجاء الليل خفت على نفسي من الدوابِّ، فعلوت شجرة ونمت على غصن، فلما كان في وسط الليل، وإذا بدابة على وجه الماء تسبِّح الله تعالى بلسان فصيح: لا اله إلا الله الغفار،محمد رسول الله النبي المختار.فلما وصلت الدابة إلى البرّ إذا رأسها رأس نعامة ووجهها وجه إنسان، وقوائمها قوائم بعير، وذنبها ذنب سمكة، فخفت على نفسي الهلكة، فنزلت من الشجرة ووليت هارباً، فالتفتت إليّ وقالت: قف وإلا هلكت، فوقفت فقالت لي: ما دينك؟ فقلت النصرانية. فقالت: ويحك يا خاسر ارجع إلى الحنيفية. فإنك قد حللت بفناء قوم من مؤمني الجنّ لا ينجو منهم إلا مسلم، فقلت: وكيف الإسلام؟ قالت: تشهد أن لا اله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله فقلتها، ثم قالت الدابة: تريد المقام هنا أم الرجوع إلى أهلك؟ فقلت الرجوع إلى أهلي، فقالت: امكث مكانك حتى يجتاز بك مركب، فمكثت مكاني ونزلت الدابة في البحر، فما غابت عن عيني حتى مرّ مركب وركاب، فأشرت إليهم فحملوني فإذا في المركب اثنا عشر رجلاً كلهم نصارى، فأخبرتهم خبري وقصصت عليهم قصتي فأسلموا كلهم.
وحكى الشيخ عبد الله اليافعي رحمه الله في كتابه (روض الرياحين:) أنه كان في الأمم الماضية ملك تمرّد على ربه فغزاه المسلمون، فأخذوه أسيراً فقالوا: بأيّ قتلة نقتله فاجتمع رأيهم على أن يجعلوا له قمقماً عظيماً ويجعلوه فيه، وتوقد تحته النار، ولا يقتلوه حتى يذيقوه طعم العذاب، ففعلوا ذلك به،فجعل يدعو آلهته واحداً بعد واحد: يا فلان إنما كنت أعبدك أنقذني مما أنا فيه، فلما رأى الآلهة لا تغني عنه شيئاً رفع رأسه إلى السماء وقال: لا اله إلا الله، ودعا مخلصاً فَصَبَّ الله عَلَيْهِ مَشْعَبَ ماءٍ من السماء فاطفأ تلك النار، وجاءت ريح فاحتملت ذلك القمقم، وجعلت تدور به بين السماء والأرض، وهو يقول: لا اله إلا الله فقذفته إلى قوم لا يعبدون الله عزّ وجلّ، وهو يقول: لا اله إلا الله فاستخرجوه وقالوا: ويحك مالك؟ فقال أنا ملك بني فلان كان من أمري وخبري كيت كيت، وقصّ عليهم القصة فآمنوا.
وحكى أيضاً فيه عن الشيخ أبي زيد القرطبي قال: سمعت في بعض الآثار أن من قال: لا اله إلا الله سبعين ألف مرة كانت له فداء من النار، فعملت على ذلك رجاء بركة الوعد فعملت منها لأهلي وعملت منها أعمالاً ادخرتها لنفسي وكان إذ ذاك يبيت معنا شاب يقال إنه يكاشف في بعض الأوقات بالجنة والنار، وكانت الجماعة ترى له فضلاً على صغر سنه، وكان في قلبي منه شيء، فاتفق أن استدعانا بعض الإخوان إلى منزله، فنحن نتناول الطعام والشاب معنا إذ صاح صيحة منكرة، واجتمع في نفسه وهو يقول: يا عم هذه أمي في النار، وهو يصيح بصياح عظيم لا يشك من سمعه أنه عن أمر، فلما رأيت ما به من الانزعاج قلت في نفسي اليوم أجرب صدقه فألهمني الله السبعين ألفاً، ولم يطلع على ذلك أحد إلا الله، فقلت في نفسي: الأثر حق، والذين رووه صادقون: اللهم إن السبعين ألفاً فداء هذه المرأة أمّ هذا الشاب، فما استتمت الخاطر في نفسي إلا أن قال: يا عمّ ها هي أخرجت الحمد لله.
وحكى ابن الجوزي عن أبي علي البربري قال: «إنَّ ثَلاثَةَ إخوةٍ من الشّام كانوا يغزون وكانوا فرساناً شجعاناً، فأسرهم الروم مرة. فقال الملك: إني أجعل فيكم الملك، وأزوجكم بناتي وتدخلون في النصرانية، فأبوا وقالوا: يا محمداه، فأمر بثلاث قدور فصبَّ فيها الزيت، ثم أوقد تحتها النار ثلاثة أيام يُعْرَضُونَ في كلِّ يوم على تلك القدور، ويُدْعَوْنَ إلى النصرانية، فيأبُونَ فألقى الأكبر في القدر، ثم الثاني ثم أدنى الأصغر، فجعل يفتنه عن دينه بكل أمر، فقام إليه علج فقال: أيها الملك أنا أفتنه عن دينه قال: بماذا؟ قال: قد علمت أن العرب أسرع شيء إلى النساء، وليس في الروم أجمل من بنتي فادفعه إليّ حتى أخليه معها، فإنها ستفتنه، فضرب له أجلاً أربعين يوماً، ودفعه إليه فجاء به، فأدخله مع ابنته وأخبرها بالأمر فقالت له: دعه فقد كفيتك أمره، فأقام معها نهاره صائم وليله قائم حتى مضى أكثر الأجل، فقال العلج لابنته: ما صنعت؟ قالت: ما صنعت شيئاً هذا رجل فقد أخويه في هذه البلدة، فأخاف أن يكون امتناعه من أجلهما كلما رأى آثارهما، ولكن استزد الملك في الأجل، وانفني وإياه إلى بلد غير هذا، فزاده أياماً فأخرجها إلى قرية أخرى، فمكث على ذلك أياماً صائم نهاره، وقائم الليل حتى إذا بقي من الأجل أيام قالت له الجارية ليلة: يا هذا إني أراك تقدس رباً عظيماً، وإني قد دخلت معك في دينك، وتركت دين آبائي، قال لها فكيف الحيلة في الهرب؟ قالت: أنا أحتال لك، وجاءته بدابة فركبا، وكانا يسيران الليل ويكمنان النهار، فبينما هما يسيران ليلة إذ سمعا وقع خيل، فإذا بأخويه ومعهما ملائكة رسلاً إليه، فسلم عليهما وسألهما عن حالهما فقالا: ما كانت إلا الغطسة التي رأيت حتى خرجنا في الفردوس، وإن الله أرسلنا لنشهد تزويجك بهذه الفتاة، فزوّجوه إياها ورجعوا، وخرج إلى بلاد الشام فأقام معها،، ثبتنا الله بالقول الثابت وحمانا من الكفر والنفاق.
Cerita Wudlu
وحكى أنه رمدت عين الجنيد مرّة. فقال الطبيب: إن ترد عينيك فلا توصل إليهما ماء، فلما ذهب الطبيب توضأ وصلى ونام فبرئت عينه فسمع هاتفاً يقول: ترك الجنيد عينه في رضاي. فلو طلب مني الجهنميين بذلك العزم لأجبت. فلما جاء الطبيب ورأى العين صحيحة قال: ما فعلت؟ قال: توضأت وصليت، وكان الطبيب نصرانياً، فآمن في الحال. وقال: هذا علاج الخالق لا المخلوق وكنت أنا أرمد وكنت أنت الطبيب.
وحكى اليافعي عن سهل بن عبد الله قال: أول ما رأيت من العجائب والكرامات أني خرجت يوماً إلى موضع خالٍ، فطاب لي المقام فيه، ووجدت من قلبي ميلاً إلى الله عزّ وجلّ، وحضرت الصلاة وأردت الوضوء، وكانت عادتي من صباي تجديد الوضوء لكل صلاة، فكأني اغتممت لفقد الماء، فبينما أنا كذلك، وإذا دبّ يمشي على رجليه كأنه إنسان معه جرّة خضراء قد أمسك بيده عليها، فلما رأيته من بعيد توهمت أنه آدمي حتى دنا مني وسلم عليّ، ووضع الجرّة بين يديّ فجاءني أعراض العلم. فقلت: الجرة والماء من أين هو؟ فنطق الدبّ وقال: يا سهل إنا قوم من الوحوش قد انقطعنا إلى الله تعالى بعزم المحبة والتوكل، فبينما نحن نتكلم مع أصحابنا في مسألة إذ نودينا: ألا إن سهلاً يريد ماء لتجديد الوضوء، فوضعت هذه الجرَّة بيدي، وإذا بجنبي ملكان فدنوت منهما وصبا فيها هذا الماء من الهواء، وأنا أسمع خرير الماء. قال سهل: فغشي عليّ فلما أفقت إذا بالجرّة موضوعة، ولا أعلم بالدبّ إلى أين ذهب، وأنا متحسر إذ لم أكلمه وتوضأت، فلما فرغت أردت أن أشرب منها فنوديت من الوادي: يا سهل لم يأذن لك في شرب هذا الماء بعد فبقيت الجرة تضطرب وأنا أنظر إليها فلا أدري أين ذهبت.
وحكى الشيخ معين الدين حسن السجزي: أنه كان مع الشيخ أجل سري يوماً فحضر وقت الصلاة، فجدد الشيخ أجل سري الوضوء، وسها عن تخليل الأصابع، فهتف هاتف: يا أجل تدّعي محبة محمد ، وتكون من أمته وتترك سنته، فحلف الشيخ أجل: لا أترك سنة من سننه عليه الصلاة والسلام من وقتنا هذا إلى وقت الموت. وقال الشيخ معين الدين: كنت إذا رأيت الشيخ أجل رأيته كأنه ينام، فسألته عنه فقال: أنا من ذلك الوقت الذي نسيت تخليل الأصابع إلى هذا الوقت في الحيرة، كيف ألاقي بهذا الوجه محمداً
وحكي عن الفضيل بن عياض أنه نسي في الوضوء غسل اليد مرتين، فلما صلى ونام في تلك الليلة رأى النبي فقال: يا فضيل العجب منك إنك تترك في الوضوء سنتي. فانتبه الفضيل من هيبته وجدد الوضوء من أوله، ووظف على نفسه خمسمائة ركعة إلى سنة كفارة لذلك نفعنا الله به وبسائر الأولياء ورزقنا اتباعهم.
Tidak Mandi Junub
وحكى أبان بن عبد الله البجلي: هلك جار لنا فشهدنا غسله وحمله إلى قبره، فإذا فيه شبيه بالهرّة فزجرناه فلم ينزجر، فضرب الحفار جبهته ببيرمه، فلم يبرح فتحوّلوا إلى قبر آخر، فلما ألحد فإذا هو فيه فصنعوا به مثل ما صنعوا، فلم يلتفت فقال القوم: إن هذا الأمر ما رأينا مثله فادفنوا صاحبكم فدفنوه؛ فلما سوّي عليه اللبن سمعنا قضقضة عظامه فذهب عمي وغيره إلى امرأته فقالوا: ما حال زوجك؟ وحدّثوها بما رأوا. فقالت كان لا يغتسل من الجنابة.
وحكى الغزالي: أنه رؤي رجل في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: دعني فإني لم أتمكن من غسل يوماً من الجنابة، فألبسني الله ثوباً من النار أتقلب فيه.
وحكى اليافعي: أن الشيخ عز الدين بن عبد السلام احتلم في ليلة باردة فأتى إلى الماء، وهو جامد فكسره واغتسل، وكادت روحه تخرج من شدّة البرد؛ ثم احتلم في ليلة ثانياً فأتى إلى الماء واغتسل، فغشي عليه فسمع ما يقال له: لأعوّضنك بها عزّ الدنيا والآخرة؛ أعزنا الله معه في الدارين.
Sholat Khusyu
وحكي عن الشيخ معين الدين أنه قال: كان الشيخ أحمد الغزنوي ساكناً في غار قريب من الشام فزرته، فإذا ما عليه إلا الجلد والعظم، وهو جالس على سجادة، وبين يديه أسدان، فقال لي: من أين تصل؟ قلت: من بغداد. قال مرحباً وأكثر خدمة الفقراء حتى يعظم أمرك، وإني سكنت في هذا الغار منذ أربعين سنة، واعتزلت الخلق، ولكن ما استرحت من البكاء منذ ثلاثين سنة لأجل خوف شيء، قلت: ما هو؟ قال: الصلاة إذا صليت نظرت فيها مفكراً وبكيت. وقلت: لو اختلت ذرّة من الشروط ضاعت جميع أعمالي وضرب بطاعتي على وجهي، فإن كنت يا فقير تقدر أن تخرج من عهدة الصلاة فعلت أمراً وإلا ذهب العمر بالغفلة وضاع
وحكي عن زين العابدين عليّ بن الحسين: أنه كان إذا توضأ اصفرّ لونه، وإذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة فقيل له: مالك؟ فقال: ويحكم أتدرون بين يدي من أقوم ولمن أريد أن أناجي؟ وأنه وقع حريق في بيته وهو ساجد فجعلوا يقولون له: يا ابن رسول الله النار، فما رفع رأسه فقيل له في ذلك لما رفع رأسه فقال: ألهتني عنها النار الكبرى
Cerita Wirid setelah sholat
وحكي عن الحفار بن يزيد المشهور بالفضل والصلاح أنه احتفر قبراً، فإذا رجل قاعد على منبر وعنده طبق رطب قال: فقال لي: أقامت القيامة؟ فقلت: لا. فقلت له بالذي أحلك هذه المحلة بمَ نلت هذا؟ قال: كنت أقول دبر كل صلاة: لا اله إلا الله أرضي بها ربي: لا اله إلا الله أفني بها عمري، لا اله إلا الله أقطع بها دهري. لا اله إلا الله أونس بها قبري، لا اله إلا الله ألقى بها ربي، لا اله إلا الله أعدّها لكل شيء يجري.
Sholat jamaah
وحكى الناشري عن محمد بن سماعة أنه قال: أقمت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوماً واحداً ماتت فيه أمي ففاتتني صلاة واحدة عن الجماعة، فقمت فصليت خمساً وعشرين صلاة أريد بذلك التضعيف. فغلبتني عيني فأتاني آتٍ. فقال يا محمد قد صليت خمساً وعشرين. ولكن كيف لك بتأمين الملائكة؟
 وأخرج الطبراني: من أمّ قوماً فليتَّقِ الله وليعلم أنه ضامن مسؤول لما ضمن، وإن أحسن كان له من الأجر مثل أجر من صلى خلفه من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، وما كان من نقص فهو عليه.
Cerita sholat jumah
وحكى الدّينوري عن الأوزاعي قال: كان عندنا صياد، وكان يخرج في الجمعة لا يمنعه مكان الجمعة من الخروج فخسف به وببغلته في الأرض، فخرج الناس وقد ذهبت بغلته في الأرض فلم يبق منها إلا أذنها وذنبها.
وحكى ابن أبي شيبة عن مجاهد: أن قوماً خرجوا في سفر حين حضرت الجمعة، فاضطرم عليهم خباؤهم ناراً من غير نار يرونها. قال اليافعي: بلغنا أن الموتى لا يعذبون ليلة الجمعة تشريفاً لهذا الوقت.
وحكى الأوزاعي عن ميسرة بن جليس؛ أنه مرَّ بمقابر باب توماء وقائد يقوده، وكان مكفوفاً فقال: السلام عليكم أهل القبور أنتم لنا سلف. ونحن لكم تبع، ورحمنا الله وإياكم وغفر لنا ولكم، وردّ الروح في رجل منهم فأجابه، فقال: طوبى لكم يا أهل الدنيا حين تحجون في الشهر أربع مرات. قال وإلى أين يرحمك الله؟ قال: إلى الجمعة أفما تعلمون أنها حجة مبرورة متقبَّلة.
وحكي أن خلاد بن كثير كان في النزع فوجد تحت رأسه رقعة مكتوب فيها: هذه براءة من النار لخلاد بن كثير فسألوا أهله: ما كان عمله؟ فقال أهله: كان يصلي على النبي كل يوم جمعة ألف مرة: اللَّهُمَّ صَلِّ على محمد النَّبي الأمي. نسأل الله القَدِيرَ بِجَاهِ النَّبي البشير أن يَكْتُبَ لنا البراءة من النار والخلود في دار القرار.
وحكي عن القطب عبد القادر الجيلاني رحمه الله أنه عطش في بعض سياحاته فرأى إناءً من فضة معلقاً في السماء، فأدلى عليه في سحابة وسمع صوتاً داخلها: اشرب يا عبد القادر، قد أبحنا لك المحرّمات وأسقطنا عنك الواجبات. فقال رضي الله عنه ونفعنا به: اجتنبنا يا ملعون لست أكرم على الله من نبيه محمد : فإنه لم يفعل له شيء من ذلك.
Jenazah
وحكى اليافعي عن أبي الحسن السراج قال: خرجت حاجَّاً إلى بيت الله الحرام، فبينما أنا أطوف وإذا بامرأة قد أضاء حسن وجهها، فقلتُ: والله ما رأيت اليوم قط نضارة وحسناً مثل هذه المرأة وما ذاك إلا لقلة الهمّ والحزن، فسمعت ذلك القول مني، فقالت: كيفما قلت يا هذا الرجل؟ والله إني لوثيقة بالأحزان ومكلومة الفؤاد بالهموم والأشجان ما يشركني فيها أحد، فقلت لها: وكيف ذلك؟ قالت: ذبح زوجي شاةً ضحَّى بها ولي ولدان صغيران يلعبان، وعلى ثديي طفل يرضع، فقمت لأصنع طعاماً إذ قال ابني الكبير للصغير: ألا أريك كيف صنع أبي بالشاة؟ قال: بلى، فأضجعه وذبحه وخرج هارباً نحو الجبل فأكله ذئب، فانطلق أبوه في طلبه فأدركه العطش، فمات فوضعت الطفل وخرجت إلى الباب أنظر ما فعل أبوه، فدبّ الطفل إلى البرمة، وهي على النار فألقى يده فيها وصبها على نفسه وهي تغلي، فانتثر لحمه على عظمه، فبلغ ذلك ابنة لي كانت عند زوجها فرمت بنفسها إلى الأرض فوافقت أجلها، فأفردني الدهر من بينهم. فقلت لها: فكيف صبرك على هذه المصائب العظيمة؟ فقالت: ما من أحد ميز الصبر والجزع إلا وجد بينهما منهاجاً متفاوتاً، فأما الصبر بحسن العلانية، فمحمود العاقبة، وأما الجزع فصاحبه غير معوّض.
وحكي عن بعض المشايخ أنه رأى سفيان الثوري في المنام، فقال له: كيف رأيت الموت؟ فقال: أما الموت فلا تسأل عن عظمته وشدّته. فقال: أي الأعمال وجدته أنفع؟ فقال: كل عمل صالح أنفع، ولكنني نجوت من الحساب باسترجاعي وصبري عند مصيبة بولد لي مات. فقال سبحانه وتعالى أنسيت وقد قبضت ثمرة فؤادك، فاسترجعتَ وحمدتني اذهب فقد غفرت لك سيئاتك، وضاعفت حسناتك، ورفعت درجاتك. غفر الله سيئاتنا وضاعف حسناتنا ورفع درجاتنا.
Ziyarah Qubur
وحكى بعض أهل العلم أنّ رجلاً رأى في النوم أهل القبور في بعض المقابر قد خرجوا من قبورهم إلى ظاهر المقبرة، وإذا بهم يلتقطون شيئاً ما يدري ما هو، قال: فتعجب من ذلك، ورأيت رجلاً منهم جالساً لا يلتقط معهم شيئاً فدنوت وسألت: ما الذي يلتقط هؤلاء؟ فقال يلتقطون ما يهدي إليهم المسلمون من قراءة القرآن والصدقة والدعاء، فقال: فقلت له: فلم لا تلتقط أنت معهم؟ أنا غنيّ عن ذلك، فقلت: بأي شيء أنت غنيّ؟ قال: بختمة يقرؤها ويهديها إليّ كل يوم ولدي يبيع الزلابية في السوق الفلاني، فلما استيقظت ذهبت إلى السوق حيث ذكر، فإذا شاب يبيع الزلابية ويحرّك شفتيه، فقلت: بأي شيء تحرّك شفتيك؟ قال: أقرأ القرآن وأهديه إلى والدي في قبره، قال: فلبثت مدّة من الزمان ثم رأيت الموتى قد خرجوا من القبور كما تقدّم، وإذا بالرجل الذي كان لا يلتقط صار يلتقط فاستيقظت وتعجبت من ذلك، ثم ذهبت إلى السوق لأتعرّف خبر ولده، فوجدته قد مات.
وحكي أن بعض النساء توفيت فرأتها في المنام امرأة تعرفها، فإذا عندها تحت السرير آنية من نور مغطاة فسألتها: ما هذه الأوعية؟ فقالت: فيها هدية أهداها إليّ أبو أولادي البارحة، فلما استيقظت المرأة ذكرت ذلك لزوج الميتة فقال: قرأت البارحة شيئاً من القرآن وأهديته إليها.
Zakat
وحكى شيخنا ابن حجر رحمه الله تعالى: أن جماعة من التابعين خرجوا لزيارة أبي سنان، فلما دخلوا عليه وجلسوا عنده، قال: قوموا بنا نزور جاراً لنا مات ونعزيه، قال محمد بن يوسف الغرباني فقمنا معه ودخلنا على ذلك الرجل، فوجدناه كثير البكاء والجزع على أخيه، فجعلنا نعزيه ونسليه، وهو لا يقبل تسلية ولا عزاء، فقلنا له: أما تعلم أن الموت سبيل لا بدّ منه قال: بلى، ولكن على ما أصبح وأمسى فيه أخي من العذاب فقلنا له قد أطلعك الله على الغيب؟ قال: لا ولكن لما دفنته وسوّيت عليه التراب، وانصرف الناس عنه، وجلست عند قبره، وإذا صوت من قبره يقول: آه أفردوني وحيداً أقاسي العذاب قد كنت أصوم قد كنت أصلي. قال: فأبكاني كلامه فنبشت التراب عنه لأنظر ما حاله، وإذا القبر يلمع فيه نار، وفي عنقه طوق من نار، فحملتني شفقة الأخوّة ومددة يدي لأرفع الطوق من رقبته، فاحترقت أصابعي ويدي، ثم أخرج إلينا يده فإذا هي سوداء محترقة قال: فرددت عليه التراب، وانصرفت فكيف لا أبكي على حاله وأحزن عليه؟ فقلنا: فما كان أخوك يعمل في الدنيا؟ قال: كان لا يؤدي الزكاة من ماله قال: فقلنا: هذا تصديق قوله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ الله مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيطوَّقونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ } (سورة آل عمران: 180).
وحكى الحصني: أنه كان بعض الناس يخرج زكاته ثلاث مرات ويقول: يحتمل أن الذي أخذها غير مستحق، ومن يقدر على هذه العقوبات، فبادر يا ابن آدم إلى تخليص ذمتك بأداء زكاة مالك قبل أن يأتي بغتة عذاب ربك.
وحكى اليافعي عن جعفر بن سليمان قال: مررت أنا ومالك بن دينار بالبصرة، فبينما نحن ندور فيها مررنا بقصر يُعمَل وإذا شاب جالس ما رأيت أحسن وجهاً منه، وإذا هو يأمر ببناء القصر وهو يقول افعلوا واصنعوا؛ فقال لي مالك أما ترى إلى هذا الشاب وحسن وجهه وحرصه على هذا البناء، ما أحوجني إلى أن أسأل ربي يخلصه، فلعله يجعله من شباب أهل الجنة، يا جعفر ادخل بنا إليه؛ قال جعفر: فدخلنا وسلمنا فردّ السلام، ولم يعرف مالكاً، فلما عرفه قام إليه فقال: ما حاجتك: قال: كم نويت أن تنفق على هذا القصر؟ قال: مائة ألف درهم؛ قال: ألا تعطيني هذا المال فأضعه في حقه، وأضمن لك على الله عز وجل قصراً خيراً من هذا القصر بولدانه وخدمه وقبابه وخيمه من ياقوتة حمراء مرصعاً بالجواهر، ترابه الزعفران وملاطه المسك، أفسح من قصرك هذا لا يخرب، لم يمسه يدان ولم يبنه بانٍ قال له الجليل: كن فكان؛ فقال: فخلني الليلة وبكر عليّ غداً، فقال: نعم قال جعفر: فبات مالك وهو يفكر في الشاب، فلما كان وقت السحر دعا فأكثر من الدعاء، فلما أصبحنا غدونا، فإذا بالشاب جالس، فلما عاين مالكاً هش إليه ثم قال: ما تقول فيما قلت بالأمس؟ قال: تفعل، قال: نعم فأحضر البدر ودعا بدواة وقرطاس. ثم كتب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما ضمن مالك بن دينار لفلان بن فلان إني ضمنت لك على الله قصراً بدل قصرك بصفته كما وصفت، والزيادة على الله، واشتريت لك بهذا المال قصراً في الجنة أفسح من قصرك في ظلِّ ظليل بقرب العزيز الجليل ثم طوى الكتاب ودفعه إلى الشاب وحملنا المال، فما أمسى مالك حتى ما بقي عنده فوق مقدار قوت ليلة، وما أتى على الشاب أربعون يوماً حتى وجد مالك كتاباً موضوعاً في المحراب عندما انفتل من صلاة الغداة، فأخذه ونشره فإذا في ظهره مكتوب بلا مداد: هذه براءة من الله العزيز الحكيم لمالك بن دينار، ووفينا الشاب القصر الذي ضمنت له وزيادة سبعين ضعفاً. قال: فبقي مالك متعجباً وأخذ الكتاب، فقمنا فذهبنا إلى منزل الشاب، فإذا الباب مسدود والبكاء في الدار، فقلنا: ما فعل الشاب؟ قالوا: مات بالأمس، فأحضرنا الغاسل فقلنا له: أنت غسلته؟ قال: نعم. قال مالك: فحدّثنا كيف صنعت؟ قال: قال لي قبل الموت إذا أنا متُّ وكفنتني فاجعل هذا الكتاب بين كفني وبدني، فجعلت الكتاب بين كفنه وبدنه ودفنته معه، فأخرج مالك الكتاب، فقال الغاسل هذا الكتاب بعينه، والذي قبضه لقد جعلته بين كفنه وبدنه بيديّ. قال فكثر البكاء فقام شاب آخر فقال: يا مالك خذ مني مائتي ألف دينار واضمن لي مثل هذا. قال: هيهات كان ما كان وفات ما فات والله يحكم ما يريد. قال: فكان مالك كلما ذكر الشاب بكى ودعا له.
وحكي أيضاً عن جعفر بن خطاب قال: وقف على بابي سائل فقلت لزوجتي هل معك شيء؟ قالت: أربع بيضات، فقلت: ادفعيهنّ للسائل ففعلت، فلما انصرف السائل أهدى إليّ بعض إخواني مخلاة فيها بيض فقلت لزوجتي؛ كم فيها من بيضة؟ فقالت: ثلاثون بيضة. فقلت لها: ويحك أعطيت السائل أربع بيضات، وجاءك ثلاثون أين حساب هذا. فقالت: هي أربعون إلا أن عشراً مكسورات، وقيل في هذه الحكاية كانت ثلاث من البيض الذي أعطت السائل صحيحات، وواحدة مكسورة فجاء بكل واحدة منهنّ عشر على صفتها.
وحكي أيضاً عن الشبلي قال: خرجت ذات يوم أريد البادية فرأيت شاباً صغير السنّ نحيل الجسم أشعث أغبر عليه ثياب رثة، وهو جالس في الجبانة يمرغ خديه بين القبور، وجعل يرمق السماء تارة بعد تارة، ويحرك شفتيه وتسيل الدموع من عينيه، وهو مستغرق في الدعاء والذكر والاستغفار، ولا يشغله شاغل عن التسبيح والتقديس والتحميد والتمجيد والتعظيم، فلما رأيت الشاب على تلك الحالة مالت نفسي إليه، وطابت على لقائه، فتركت الطريق التي أروح عليها وقصدت نحوه، فلما رآني أقبلت إليه انتهض من مكانه، وقام يمشي هارباً مني، فنهَّضت نفسي في اتباعه لعلي ألحقه، فلم أقدر على إدراكه فقلت له: رفقاً يا وليّ الله فقال: الله، فقلت بحقه إلا ما صبرت، فأشار بأصبعه لا أفعل. وقال: الله فقلت: إن كان حقاً ما تقول، فأرني صدقك مع الله تعالى فنادى بصوت عالٍ يا الله: فوقع في الأرض مغشياً عليه، فدنوت منه وحركته، فإذا هو ميت من ساعته، فوهمت من ذلك، وتعجبت من حاله، وصدقه مع الله تعالى، وقلت: يختص برحمته من يشاء ـــــ وقلت: لا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم. ثم تركته في موضعه وسرت إلى حيَ من أحياء العرب لآخذ في جهازه وإصلاح شأنه، فلما رجعت إليه حجب عني فطلبته في المكان، فلم أجد له أثراً ولا سمعت له خبراً فبقيت متحيِّراً، وقلت: حجب عني هذا الشاب، ومن سبقني إليه فسمعت قائلاً يقول لي: يا شبلي قد كفيت أمر الفتى وما تولاه إلا الملائكة، فعليك أنت بعبادة ربك وأكثر الصدقة من مالك، فما بلغ الفتى ما بلغ إلا بصدقته يوماً في الدهر، فقلت: سألتك بالله إلا أخبرتني بصدقته يوماً في الدهر ما هي؟ فقال: يا شبلي إن هذا الفتى كان في أوّل عمره مذنباً عاصياً فاسقاً زانياً، فعرض الله عليه رؤيا أفزعته وأقلقته، وهي أنه رأى في المنام إحليله قد رجع ثعباناً ودار بفيه، ثم إنه أطلق من فيه لهب النار، فأحرقته حتى عاد كالفحمة السوداء، فقام فزعاً مرعوباً وخرج فارَّاً بنفسه مشتغلاً بعبادة ربه، وله اليوم منذ رجع إلى طاعة ربه اثنتا عشرة سنة، وهو على حالة التضرّع والخشوع، فلما كان أمس وقف له سائل سأله قوت يومه، فخلع ثيابه وسلمها إليه، ففرح السائل بذلك، وبسط كفيه، ودعا له بالمغفرة، فأجاب الله دعاءه فيه ببركة الصدقة التي فرَّحه بها كما جاء في الحديث: اغْتَنِمُوا دَعْوَةَ السَّائِلِ عِنْدَ فَرْحَةِ قَلْبِهِ بِالصَدَّقَةِ.

Loman
وحكي لما قدم إمامنا الشافعي رضي الله عنه من صنعاء إلى مكة كان معه عشرة آلاف دينار، فقيل له: تشتري بها ضيعة؛ فضرب خيمة خارج مكة وصبّ الدنانير، فكل من دخل عليه أعطاه قبضة، فلما جاء وقت الظهر قام ونفض الثوب ولم يبق شيء. وقيل: إن أمه قالت له: لو دخلت ومعك درهم ما سلمت عليك. يا ابن آدم أنفق ينفق عليك ووسع يوسع عليك، ولا تقتر فيقتر عليك واشترِ بالفاني الباقي قبل أن تبلغ النفس التراقي.
Menghormati Tamu
وحكى اليافعي عن الشيخ أبي الربيع المالقي أنه قال: سمعت بامرأة من الصالحات في بعض القرى اشتهر أمرها. وكان من دأبنا أن لا نزور امرأة، فدعت الحاجة إلى زيارتها للاطلاع على الكرامة التي اشتهرت عنها، وكانت تدعى بالفضة. فنزلنا القرية التي هي فيها، فذكر لنا أن عندها شاة تحلب لبناً وعسلاً، فاشترينا قدحاً جديداً لم يوضع فيه شيء ومضينا إليها وسلمنا عليها. ثم قلنا لها: نريد أن نرى هذه البركة التي ذكرت لنا عن هذه الشاة التي عندكم، فأخذنا الشاة وحلبناها في القدح فشربنا لبناً وعسلاً. فلما رأينا ذلك سألناها عن قصة الشاة؟ فقالت: نعم كانت لنا شويهة، ونحن قوم فقراء ولم يكن لنا شيء. فحضر العبد فقال لي زوجي: وكان رجلاً صالحاً، نذبح هذه الشاة في هذا اليوم، قلت له: لا تفعل فإنه قد رخص لنا في الترك، والله يعلم حاجتنا إليها، فاتفق أن استضاف بنا في ذلك اليوم ضيف، ولم يكن عندنا قرى فقلت له: يا رجل هذا ضيف، وقد أمرنا بإكرامه، فخذ تلك الشاة فاذبحها قال: فخفنا أن يبكي عليها صغارنا، فقلت له: أخرجها من البيت إلى وراء الجدار فاذبحها. فلما أراق دمها قفزت شاة على الجدار فنزلت إلى البيت، فخشيت أن تكون قد انفلتت منه، فخرجت لأنظرها. فإذا هو يسلخ الشاة فقلت له: يا رجل عجباً وذكرت له القصة، فقال: لعل الله أبدلنا خيراً منها، فكانت تلك تحلب اللبن، وهذه تحلب اللبن والعسل ببركة إكرامنا الضيف.


Zuhud
وحكى اليافعي أن بعض ملوك الأمم السالفة بنى مدينةً وتأنق وتغالى في حسنها وزينتها، ثم صنع طعاماً ودعا الناس، وأجلس أناساً على أبوابها يسألون كل من خرج هل رأيتم عيباً؟ فيقولون: لا حتى جاء ناس في آخر الناس عليهم أكسية فسألوهم: هل رأيتم عيباً؟ قالوا: عيبين اثنين، فحبسوهم ودخلوا على الملك فأخبروه بما قالوا. فقال: ما كنت أرضى بعيب واحد، فائتوني بهم فأدخلوهم عليه، فسألهم عن العيبين ما هما؟ فقالوا: تخرب ويموت صاحبها. قال: أفتعلمون داراً لا تخرب ولا يموت صاحبها؟ قالوا له: نعم فذكروا له الجنة ونعيمها، وشوّقوه إليها، وذكروا النار وعذابها، وخوّفوه منها. ودعوه إلى عبادة الله عز وجل، فأجابهم إلى ذلك، وخرج من ملكه هارباً، إلى الله تعالى.
Keutamaan Faqir dan fuqoro
وحكى القشيري عن بعضهم أنه قال: رأيت كأنّ القيامة قد قامت، ويقال: أدخلوا مالك بن دينار ومحمد بن واسع الجنة، فنظرت أيهما يتقدّم، فتقدم محمد بن واسع فسألت عن سبب تقدّمه فقيل لي: إنه كان له قميص واحد، ولمالك قميصان.
وحكى اليافعي عن الشيخ أبي محمد الجريري قال: دخل علينا الرباط بعد صلاة العصر شاب مصفرّ اللون أشعث الشعر حاسر الرأس حافي القدمين، فجدّد الوضوء وصلى، ثم جلس ووضع رأسه في جيبه إلى المغرب، فلما صلى معنا المغرب جلس كذلك، وإذا رسول الخليفة يستدعينا في دعوة فقمت إلى الشاب وقلت له: هل لك أن توافقنا إلى دار الخليفة، فرفع رأسه وقال: ليس لي قلب إلى دار الخليفة، ولكن أشتهي عصيدة حارة فاطَّرحت قوله حيث لم يوافق الجماعة والتمس شهوة وقلت في نفسي: هذا قريب العهد بالطريقة لم يتأدّب، ومضيت إلى دار الخليفة، وأكلنا وشبعنا وتفرقنا أخر الليل، فلما دخلت الرباط رأيت الشاب على تلك الحالة، فجلست على سجادتي ساعة، فلهجت عيناي بالنوم، وإذا جماعة وقائل يقول: هذا رسول الله والأنبياء كلهم عليهم السلام، فدنوت إليه وسلمت عليه، فولى وجهه عني معرضاً، فكرّرت عليه وهو يعرض عني، ولا يجيب فخفت من ذلك. فقلت: يا رسول الله ما الذي أذنبت حتى تعرض عني بوجهك؟ فقال: «فَقِيرُ أُمّتِي اشْتَهَى عَلَيْكَ شَهْوَةً فَتَهَاوَنْتَ بِهِ، فَاسْتَيْقَظْتُ مَرْعُوباً، وَقُمْتُ نَحْوَ الفَقِيرِ فَلَمْ أَجِدْهُ، وَسَمعْتَ صَوْتَ البَابِ فَخَرَجْتَ فِي طَلَبِهِ. فإذا هو به قد خرج فناديته يا فتى اصبر حتى نحضر شهوتك التي طلبتها فالتفت إليّ وقال: إذَا اشْتَهَى فَقِيرٌ عَلَيْكَ شَهْوَةً فَلا تُوصِلْها إليه حتَّى يَتشفعَ إِلَيْكَ بِمائَةِ أَلْفِ نَبيَ وَأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ ألَفِ نبيَ فلا حَاجَةَ إلَيْها ومضى. حشرنا الله في زمرة المساكين وأدخلنا معهم الجنان آمين.
Asyuro
وحكى اليافعي أنه كان في الريّ قاضٍ غنيَ، فجاءه فقير يوم عاشوراء فقال له: أعز الله القاضي أنا رجل فقير ذو عيال، وقد جئتك مستشفعاً بحرمة هذا اليوم لتعطيني عشرة أمنان خبز وخمسة أمنان لحم، ودرهمين، فوعده القاضي بذلك إلى وقت الظهر، فرجع فوعده إلى العصر، فلما جاء وقت العصر لم يعطه شيئاً، فذهب الفقير منكسر القلب، فمر بنصراني جالس باب داره فقال له: بحق هذا اليوم أعطني شيئاً فقال النصراني: وما هذا اليوم؟ فذكر له الفقير من صفاته شيئاً، فقال له النصراني: اذكر حاجتك فقد أقسمت بعظيم الحرمة، فذكر له الخبز واللحم والدرهمين، فأعطاه عشرة أقفزة حنطة ومائة من لحم وعشرين درهماً وقال: هذا لك ولعيالك ما دمت حياً في كلّ شهر، كرامة لهذا اليوم، فذهب الفقير إلى منزله، فلما جن الليل ونام القاضي سمع هاتفاً يقول: ارفع رأسك فرفع رأسه، فأبصر قصراً مبنياً بلبنة من ذهب ولبنة من فضة، وقصراً من ياقوتة حمراء يبين ظاهره من باطنه، فقال: إلهي ما هذان القصران؟ فقيل له: هذان كانا لك لو قضيت حاجة الفقير، فلما رددته صارا لفلان النصراني، قال: فانتبه القاضي مرعوباً ينادي بالويل والثبور، فغدا إلى النصراني فقال له: ماذا فعلت البارحة من الخير؟ فقال: وكيف ذلك؟ فذكر له الرؤيا ثم قال له: يعني الجميل الذي عملته مع الفقير بمائة ألف درهم، فقال: أيها القاضي كل مقبول غالٍ لا أبيع ذلك بملء الأرض كلها أتبخل عليّ بالقصرين؟ فقال: أنت لست بمسلم، فقطع الزنار وقال: أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله وأن دينه هو الحق.
وحكي أنه كان بمصر رجل تاجر في التمر يقال له عطية بن خلف وكان من أهل الثروة، ثم افتقر، ولم يبق له سوى ثوب يستر عورته، فلما كان يوم عاشوراء صلى الصبح في جامع عمرو بن العاص، ومن عادة هذا الجامع لا يدخله النساء إلا في يوم عاشوراء لأجل الدعاء فوقف يدعو مع جملة الناس، وهو بمعزل عن النساء جاءته امرأة ومعها أطفال فقالت يا سيدي: سألتك بالله إلا ما فرجت عني وآثرتني بشيء أستعين به على قوت هذه الأطفال، فقد مات أبوهم وما ترك لهم شيئاً وأنا شريفة، ولا أعرف أحداً أقصده، وما خرجت في هذا اليوم إلا عن ضرورة أحوجتني إلى بذل وجهي، وليس لي عادة بذلك. فقال الرجل في نفسه: أنا ما أملك شيئاً، وليس لي غير هذا الثوب، وإن خلعته انكشفت عورتي، وإن رددتها فأيّ عذر لي عند رسول الله فقال لها: اذهبي معي حتى أعطيك شيئاً فذهبت معه إلى منزله، فأوقفها على الباب ودخل وخلع ثوبه، واتزر بخلق كان عنده، ثم ناولها الثوب من شق الباب. فقالت له: ألبسك الله من حلل الجنة ولا أَحْوَجَكَ في باقي عمرك إلى أحد ففرح بدعائها وأغلق الباب، ودخل بيته يذكر الله تعالى إلى الليل، ثم نام فرأى في المنام حوراء لم يرَ الراؤون أحسن منها، وبيدها تفاحة قد عطرت ما بين السماء والأرض، فناولته التفاحة فكسرها، فخرج منها حلة من حلل الجنة لا تساويها الدنيا وما فيها، فألبسته الحلة وجلست في حجره. فقال لها: من أنت؟ فقالت: أنا عاشوراء زوجتك في الجنة. قال: فبم نلتُ ذلك؟ فقالت: بدعوة تلك المسكينة الأرملة والأيتام الذين أحسنت إليهم بالأمس، فانتبه وعنده من السرور ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وقد عبق من طيبه المكان، فتوضأ وصلى ركعتين شكراً لله تعالى، ثم رفع طرفه إلى السماء فقال: إلهي إن كان منامي حقاً، وهذه زوجتي في الجنة فاقبضني إليك فما استتمّ الكلام حتى عجل الله بروحه إلى دار السلام.
Haji
وحكى اليافعي أنه ركب جماعة من التجار في البحر متوجهين إلى الحجّ فانكسر المركب وضاق وقت الحجّ وفيهم إنسان معه بضاعة بخمسين ألفاً، فتركها وتوجه إلى الحج فقالوا له: لو أقمت في هذا المكان لعله يخرج لك بعض بضاعتك. فقال: والله لو حصلت لي الدنيا كلها ما اخترتها على الحجّ ودعاء من يشهده من أولياء الله بعد أن رأيت منهم ما رأيت، قالوا: وما رأيت منهم؟ قال: كنا مرّة متوجهين إلى الحج، فأصابنا عطش في بعض الأيام، وبلغت الشربة كذا وكذا، ودرت في الركب من أوّله إلى آخره، فلم يحصل لي ماء ببيع ولا غيره، وبلغ العطش منا الجهد فتقدّمت قليلاً وإذا أنا بفقير معه عكازة وركوة، وقد ركن العكازة في ساقية بركة، والماء ينبع من تحت العكازة، ويجري في الساقية إلى البركة، فجئت إلى البركة، فشربت وملأت قربتي، ثم أعلمت الركب فاستقوا كلهم منها وتركوها وهي تطفح. قال: فهل يسمح بفوت مشهد يشهده هؤلاء القوم رضي الله عنهم. وهو أيضاً عن علي بن الموفق قال: جلست يوماً في الحرم، وقد حججت ستين حجة. فقلت في نفسي إلى متى أتردّد في هذه المسالك والقفار. ثم غلبتني عيني فنمت. فإذا أنا بقائل يقول: يابن الموفق هل تدعو إلى بيتك إلا من تحبّ فطوبى لمن أحبه المولى، وحمله إلى المقام الأعلى. وهو عن أبي عبد الله الجوهري قال: كنت سنة في عرفات؛ فلما كان آخر الليل نمت، فرأيت ملكين نزلا من السماء. فقال أحدهما لصاحبه: كم وقف هذه السنة؟ قال صاحبه: ستمائة ألف ولم يقبل منهم إلا ستة أنفس قال: فهممت أن ألطم وجهي وأنوح على نفسي. فقال له: ما فعل الله في الجميع، قال: نظر الكريم إليهم بعين الكرم، فوهب لكل واحد مائة ألف، وغفر بستة أنفس لستمائة ألف، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وهو عن ذي النون أنه قال: رأيت شاباً عند الكعبة يكثر الركوع والسجود، فدنوت منه فقلت: إنك تكثر الصلاة. فقال: أنتظر الإذن في الانصراف. قال: فرأيت رقعة سقطت عليه مكتوباً فيها: من الله العزيز الغفور إلى العبد الصادق الشكور، انصرف مغفوراً لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر قبل الله حجَّنا وغفر ما تقدّم من كبائر ذنوبنا وما تأخر، وتحمل عنا تبعاتنا آمين.
وحكي عن محمد بن المنكدر أنه حج ثلاثاً وثلاثين حجة. فلما كان في آخر حجة حجها، قال: وهو واقف بعرفات: اللهم إني قد وقفت في موقفي هذا ثلاثاً وثلاثين وقفة، فواحدة عن فرضي والثانية عن أبي والثالثة عن أمي، وأشهدك يا رب أني قد وهبت الثلاثين لمن وقف موقفي هذا ولم يتقبل منه. فلما دفع بعرفات ونزل بالمزدلفة نودي في المنام: يا ابن المنكدر أتتكرم على من خلق الكرم، أتجود على من خلق الجود، إن الله تعالى يقول لك: وعزتي وجلالي لقد غفرت لمن وقف بعرفات قبل أن أخلق عرفات بألفي عام. نسأل الله الكريم الجواد أن يغفر لنا كبائر ذنوبنا ويتحمل تبعاتنا ويقبل توبتنا.
Keutamaan Makkah
وحكى اليافعي عن سهل بن عبد الله قال: مخالطة الوليّ للناس ذلّ وتفرّده عزّ قلما رأيت ولياً لله إلا منفرداً، وإنّ عبد الله بن صالح كان رجلاً له سابقة وموهبة جزيلة، وكان يفرّ من الناس من بلد إلى بلد حتى أتى مكة فطال مقامه، فقلت له: لقد طال مقامك بها، فقال لي: لم لا أقيم بها ولم أرَ بلداً ينزل فيه من الرحمة والبركة أكثر من هذا البلد، والملائكة تغدو فيه وتروح، إني أرى فيه عجائب كثيرة، وأرى الملائكة يطوفون بالبيت على صور شتَّى لا يقطعون ذلك، ولو قلت كل ما رأيت لصغرت عنه عقول قوم ليسوا له بمؤمنين. فقلت له: أسألك بالله إلا ما أخبرتني بشيءٍ من ذلك فقال: ما من وليّ لله تعالى صحت ولايته إلا وهو يحضر هذا البلد في كل ليلة جمعة لا يتأخر عنه، فمقامي هاهنا لأجل من أراه منهم، وقد رأيت رجلاً يقال له مالك بن القاسم الجيلي، وقد جاء ويده غمرة، فقلت له: إنك قريب عهد بالأكل، فقال لي: أستغفر الله فإني منذ أسبوع لم آكل، ولكن أطعمت والدتي وأسرعت لألحق صلاة الفجر، وبينه وبين الموضع الذي جاء منه تسعمائة فرسخ أقول: وقد شاهدت تصديق ذلك من شيخي قطب الزمان، وشمس دائرة العرفان أبي المكارم زين العابدين محمد البكري متَّعنا الله بطول بقائه، ونفعنا به وبدعائه وحشرنا تحت لوائه، وهو أنّ شيخي كان جالساً في ليلة من ليالي رمضان عام ستَ وستين وتسعمائة متوجهاً إلى بيت الله، وناظراً إليه وكنت أنا وجماعة من فقرائه، وراءه فقام الشيخ رضي الله عنه على هيئة المتواضع والمتأدّب وقمنا معه، وما رأينا عروض عارض للقيام ولا مجيء أحد إليه، ثم جلس بعد ساعة، فجلسنا فسألت بعض خواص أصحابنا الذي كان معنا في ذلك الوقت عن قيام الشيخ رضي الله عنه فقال: إنّ أولياء الله يحضرون بهذا البيت، ويجتمعون بأولياء الله تعالى، وهذا من ذلك أدام الله لنا النفع به في الدارين.
وحكى شيخنا ابن حجر نفعنا الله به: أنه وقع لبعض من يعرفه الذي كان على هيئة جميلة وفضل تام، وتصوّن بالغ زلة بتقبيل امرأة عند الحجر، فمسخ مسخاً كلِّياً وصار بأرثّ هيئة، وأقبح منظر، وأفظع حالة بدناً وديناً وعقلاً وكلاماً.
وحكي أنّ بعض الطائفين نظر إلى أمرد أو امرأة، فسالت عينه على خدّه، وإنّ بعضهم وضع يديه على امرأة فالتصقتا، وعجز الناس عن فكهما حتى دلهم بعض العلماء أنهما يرجعان إلى محل معصيتهما ويبتهلان إلى الله، ويصدقان في التوبة، ففعلا ذلك ففرّج الله عنهما.  وقصة إساف ونائلة مشهورة وهي أنهما زنيا في البيت فمسخهما الله حجرين. فنعوذ بالله من الزلات ونسأله أن يعصمنا من الفتن إلى الممات، إنه أكرم كريم وأرحم رحيم.
Ziyarah pada Nabi saw
وحكى أبو الحسن الصوفي قال: وقف حاتم الأصمّ على قبر النبي فقال: يا ربّ إنا زرنا قبر نبيك فلا تردنا خائبين، فنودي: يا هذا ما أذنا لك في زيارة قبر النبي إلا وقد طهرناك، ارجع ومن معك من الزوّار مغفوراً لكم، فإن الله عَزّ وَجَلّ قد رضي عنك وعمن زار قبر نبيه محمد ، فارض اللهم عنا معهم.

Fadilah membaca quran
وحكى اليافعي أن الإمام أحمد بن حنبل قال: رأيت رب العزّة في منامي فقلت: يا ربِّ بمَ يتقرب إليك المتقربون؟ قال: بكلامي، فقلت: بفهم أو بغير فهم قال بفهم وبغير فهم.
وحكى يوسف المالكي أن الإمام أبا بكر بن فورك ما نام في بيت فيه مصحف قط، وإذا أراد النوم انتقل عن المكان الذي فيه إعظاماً لكتاب الله عزّ وجلّ.
وحكى اليافعي قال: سمعت من بعض الصالحين في بعض بلاد اليمن، أنه لما دفن بعض الموتى وانصرف الناس سمع في القبر ضرباً ودقاً عنيفاً، ثم خرج من القبر كلب أسود، فقال له الشيخ: ويحك إيش أنت؟ قال: أنا عمل الميت، فقال: هذا الضرب فيك أم فيه؟ قال: بل فيّ: وجدت عنده سورة يس وأخواتها فحالت بيني وبينه، وضربت وطردت. نسأل الله المنان أن يجنبنا عذاب القبر والنيران، وأن يرزقنا الحور والجنان ببركة القرآن آمين.
Cerita membaca sholawat sebelum tidur 100
وحكي أن رجلاً حج وكان يكثر الصلاة على النبي في مواقف الحج وأعماله،فقيل له: لمَ لمْ تشتغل بالدعاء المأثور؟ فاعتذر بأنه خرج للحج هو ووالده، فمات والده بالبصرة، فكشف عن وجهه، فإذا هو صورة حمار فحزن حزناً شديداً، ثم أخذته سنة فرآه ، وتعلق به وأقسم ليخبرنه بقصة والده. فقال: إنه كان يأكل الربا وآكله يقع له ذلك دنيا وأخرى، ولكنه كان يصلي عليّ كل ليلة عند نومه مائة مرة، فلما عرض له ذلك أخبرني به الملك الذي يعرض عليّ أعمال أمتي، فسألت الله فشفعني فيه فاستيقظ فرأى وجه والده كالبدر، ثم لما دفنه سمع هاتفاً يقول له: سبب العناية التي حفت والدك الصلاة والسلام على رسول الله فآليت أن لا أتركها على أيّ حال كنت في أي مكان كنت.
حكي أيضاً: أنه توفي تاجر عن مال وابنين وثلاث شعرات من شعره فاقتسما المال نصفين وشعرتين، وبقيت واحدة، فطلب الأكبر قطعها نصفين فأبى الأصغر إجلالاً له . فقال له الأكبر: أتأخذ الثلاث بحظك من المال؟ قال: نعم، ثم جعل الثلاث في جيبه وصار يخرجها ويشاهدها ويصلي على النبي ، فعن قريب كثر ماله وفنى مال الأكبر. ولما توفي الصغير رآه بعض الصالحين، ورأى النبي . فقال له قل للناس من كانت له إلى الله حاجة، فليأت قبر فلان هذا ويسأل الله قضاء حاجته، فكان الناس يقصدون قبره حتى بلغ إلى أن كان كلّ من مرّ على قبره راكباً ينزل ويمشي راجلاً.
                                             Riya
وحكى الشيخ شرف الدين يوسف في مختصر الاحياء أن من أخلص لله في العمل، وإن لم ينوِ ظهرت آثار بركته عليه، وعلى عقبه إلى يوم القيامة كما قيل لما أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض جاءته وحوش الفلاة تسلم عليه وتزوره، فكان لكل جنس بما يليق به، فجاءت طائفة من الظباء، فدعا لهنّ ومسح على ظهورهنّ فظهر فيهنّ نوافج المسك، فلما رأى بواقيها ذلك قالوا من أين هذا لكن؟ فقلن: زرنا صفي الله آدم فدعا لنا، ومسح على ظهورنا، فمضى الباقي إليه فدعا لهنّ ومسح على ظهورهنّ فلم يظهر لهنّ من ذلك شيء؛ فقالوا: قد فعلنا كما فعلتم فلم نر شيئاً مما حصل لكم فقالوا أنتم كان عملكم لتنالوا كما نال إخوانكم، وأولئك كان عملهم من غير شوب، فظهر ذلك في نسلهم وعقبهم إلى يوم القيامة. اللهم ارزقنا الإخلاص واجعلنا من المخلصين.
Sombong dan tawwaddu
وحكى بعضهم: رأيت عند الصفا رجلاً راكباً بغلة وبين يديه غلمان يعنفون الناس، ثم رأيته ببغداد حافياً حاسراً طويل الشعر فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: ترفعت في موضع يتواضع الناس فيه، فوضعني حيث يترفع الناس، اللهم ارزقنا التواضع وارفعنا به مكاناً علياً.
Cerita Hasud
وحكي أن بعض الصلحاء كان يجلس بجانب ملك ينصحه، ويقول له: أحسن إلى المحسن بإحسانه، فإن المسيء ستكفيه إساءته فحسده على قربه من الملك بعض الجهلة، وعمل الحيلة على قتله فسعى به للملك؛ فقال له إنه يزعم أنك أبخر وأمارة ذلك أنك إذا قربت منه يضع يده على أنفه لئلا يشم رائحة البخر، فقال له: انصرف حتى أنظر، فخرج فدعا الرجل لمنزله وأطعمه ثوماً، فخرج الرجل من عنده وجاء للملك، وقال مثل قوله السابق: أحسن إلى المحسن إلى آخره كعادته فقال له الملك: ادن مني فدنا منه فوضع يده على فيه مخافة أن يشم الملك منه ريح الثوم، فقال الملك في نفسه: ما أرى فلاناً إلا قد صدق. وكان الملك لا يكتب بخطه إلا بجائزة أو صلة، فكتب له بخطه لبعض عماله إذا أتاك صاحب كتابي هذا فاذبحه واسلخه، واحش جلده تبناً وابعث به إليَّ، فأخذ الكتاب، وخرج فلقيه الذي سعى به فقال: ما هذا الكتاب؟ قال: خط الملك لي بصلة فقال: هبه لي فقال هو لك، فأخذه ومضى إلى العامل: فقال العامل في كتابك أن أذبحك وأسلخك قال: إن الكتاب ليس هو لي الله الله في أمري حتى أراجع الملك. قال: ليس لكتاب الملك مراجعة فذبحه وسلخه وحشا جلده تبناً، وبعث به ثم عاد الرجل إلى الملك كعادته، وقال مثل قوله فعجب الملك وقال: ما فعل الكتاب؟ قال لقيني فلان واستوهبه مني فدفعته له، فقال الملك: إنه ذكر لي أنك تزعم أني أبخر قال: ما قلت ذلك، قال: فلِمَ وضعت يدك على أنفك وفيك؟ قال: أطعمني ثوماً فكرهت أن تشمه. قال: صدقت ارجع إلى مكانك فقد لقي المسيىء إساءته. فتأملوا رحمكم الله شؤم الحسد وما جرّ إليه اللهم طهِّر قلوبنا من الحسد والحقد.
وحكى أبو نعيم عن يحيى الجماني قال: كنت في مجلس سفيان بن عيينة، فاجتمع عليه ألف إنسان أو يزيدون أو ينقصون، فالتفت في آخر مجلسه إلى رجل كان عن يمينه فقال: قم حدّث القوم حديث الحية. فقال الرجل: أسندوني فأسندناه وسالت جفون عينيه. ثم قال: ألا فاسمعوا وعوا حدثني أبي عن جدي: أن رجلاً كان يعرف بمحمد بن حمير، وكان له ورع يصوم النهار، ويقوم الليل، فخرج ذات يوم يتصيد إذ عرضت له حية فقالت: يا محمد بن حمير أجرني أجارك الله، قال لها: ممن؟ قالت: من عدّو قد ظلمني قال لها وأين عدوك، قالت له: من ورائي؟ قال لها: ومن أيّ أمة أنت؟ قالت: من أمة محمد . قال: ففتحت ردائي وقلت: ادخلي فيه، قالت: يراني عدوّي فشلت طمري. فقلت: ادخلي بين طمري وبطني. قالت: يراني عدوّي، فقلت لها: فما الذي أصنع بك؟ قالت: إن أردت اصطناع المعروف فافتح لي فاك حتى أنساب فيه. قلت: أخشى أن تقتليني. قالت: لا والله ما أقتلك الله شاهد عليّ بذلك وملائكته وأنبياؤه وحملة عرشه وسكان سمواته إن أنا قتلتك، قال محمد بن حمير: ففتحت فيّ فانسابت فيه، ثم مضيت فعارضني رجل من صمصامة فقال لي: يا محمد. قلت: وما تشاء؟ قال: عدوّي. قلت: ومن عدوّك؟ قال: حية قلت: اللهم لا واستغفرت ربي من قولي لا مائة مرة، ثم مضيت قليلاً فأخرجت رأسها من فيّ وقالت: انظر مضى هذا الدوّ فالتفت فلم أر أحداً قلت: لم أر أحداً إن أردت أن تخرجي فاخرجي فقالت: الآن يا محمد اختر واحدة من اثنتين: إما أن أفتت كبدك، وإما أن أثقب فؤادك، فأدعك بلا روح فقلت: سبحان الله اين العهد الذي عهدت إليّ واليمين الذي حلفت ما أسرع ما نسيتيه قالت: يا محمد لم نسيت العداوة التي كانت بيني وبين أبيك آدم حيث أخرجته من الجنة على أي شيء أردت اصطناع المعروف مع غير أهله؟ قلت: لها: ولا بد أن تقتليني. قالت: لا بدّ من ذلك. قلت: فأمهليني حتى أسير إلى تحت هذا الجبل، فأمهد لنفسي موضعاً، قالت: شأنك قال محمد: فمضيت أريد الجبل، وقد أيست من الحياة، فرفعت طرفي إلى السماء وقلت: يا لطيف يا لطيف الطف لي بلطفك الخفي، يا لطيف بالقدرة التي استويت بها على العرش، فلم يعرف العرش أين مستقرك منه إلا كفيتني هذه الحية، ثم مضيت فعرضني رجل طيب الرائحة نقيّ البدن قال لي؟ سلام عليك فقلت: عليك السلام يا أخي. قال: ما لي أراك تغير لونك. قلت: من عدوّ قد ظلمني. قال: وأين عدوّك قلت في جوفي. قال لي: افتح فاك، ففتحت فمي فوضع فيه مثل ورقة زيتونة خضراء ثم قال؛ امضغ وابلع فمضغت وبلعت، فلم ألبث يسيراً إلا مغص بطني، ودارت في بطني فرميت بها من أسفل قطعة قطعة فتعلقت بالرجل فقلت له: من أنت الذي منّ الله عليّ بك فضحك؛ ثم قال: ألا تعرفني قلت: اللهم لا. قال: محمد بن حمير إنه لما كان بينك وبين الحية ما كان، ودعوت بذلك الدعاء ضجت ملائكة السماوات السبع إلى الله عزّ وجلّ فقال: وعزّتي وجلالي رأيت بعيني كل ما فعلت الحية بعبدي، وأمرني الله سبحانه وتعالى بالنزول إليك، وأنا يقال لي المعروف مستقري في السماء الرابعة أن انطلق إلى الجنة وخذ ورقة خضراء والحق بها عبدي محمد بن حمير يا محمد عليك باصطناع المعروف، فإن صنع المعروف يقي مصارع السوء، وإنه وإن ضيعه المصطنع إليه لم يضع عند الله عزّ وجلّ.
Marah
اليافعي: أنّ الشيخ أبا عثمان الحيري اجتاز بسكة وقت الهاجرة فألقى عليه رماد من سطح، فتغير أصحابه وبسطوا ألسنتهم في الملقى. فقال أبو عثمان: لا تقولوا شيئاً من استحق أن تصبّ عليه النار، فصُولِحَ على الرماد لم يجز له أن يغضب.
وحكي أيضاً: أنه كان لبعض النساك شاة فرآها على ثلاث قوائم قال من فعل هذا بها؟ فقال غلام له أنا. فقال: لمَ؟ قال: لأغمك بها. فقال: لا بل لأغمنّ من أمَرك بها اذهب فأنت حرّ.
وحكي أيضاً: أنه قيل للأحنف بن قيس، ممن تعلمت الخلق؟ فقال: من قيس بن عاصم المنذري. قيل: وما بلغ ذلك من خلقه قال: بينما هو جالس في داره إذ جاءت خادمة له بشواء فسقط من يدها على ابن له فمات فدهشت الجارية. فقال: لا روع عليك أنت حرّة لوجه الله. نسأل الله الكريم أن يطهر قلوبنا من الذنوب الباطنة، ويرزقنا الأخلاق الحسنة آمين.
Ghibah
وحكى القشيري عن أبي جعفر البلخي قال: إنه كان عندنا شاب من أهل بلخ، وكان يجتهد ويتعبد إلا أنه كان يغتاب الناس، ويقول فلان كذا وكذا، فرأيته يوماً عند المخنثين الغسالين، فخرج من عندهم، فقلت: يا فلان ما حالك؟ فقال: تلك الوقيعة في الناس أوقعتني إلى هذا، ابتليت بمخنث من هؤلاء وأنا هو ذا أخدمهم من أجله، وتلك الأحوال كلها قد ذهبت عني فادع الله لي لعلّ الله يرحمني.
وحكى اليافعي عن الجنيد أنه قال: كنت جالساً في مسجد الشونيزية أنتظر جنازة أصلي عليها فرأيت فقيراً عليه أثر النسك يسأل الناس، فقلت في نفسي لو عمل هذا عملاً يصون به نفسه عن المسألة كان أجمل له، فلما انصرفت إلى منزلي وكان لي شيء من الأوراد بالليل من البكاء والصلاة وغير ذلك فثقل عليّ جميع أورادي، فسهرت وأنا قاعد فغلبني النوم، فرأيت ذلك الفقير حتى جيء به على خوان كالشاة المشوية، فقيل لي: كل لحمه فقد اغتبته، وكشف لي الحال فقلت: ما اغتبته، وإنما قلت في نفسي شيئاً، فقيل لي: ما أنت ممن يرضى منك مثل هذا فاذهب واستحلّ منه، فلما أصبحت لم أزل في طلبه حتى رأيته في موضع يلتقط من الماء عند تردّد الماء أوراقاً من البقل مما تساقط من غسل البقل، فسلمت عليه فردّ عليّ، وقال: تعود يا أبا القاسم قلت لا. قال: اذهب غفر الله لنا ولك.
Namimah
وحكي أنه نودي على بيع عبد ليس فيه عيب إلا أنه نمام، فاشتراه من استخف هذا العيب، فلم يمكث عنده أياماً حتى نمّ لزوجته أنه يريد التزوج بغيرك أو التسرّي، وأمرها أن تتخذ الموسى وتحلق بها شعرات من حلقه ليسحر بها فصدّقته، وعزمت على ذلك فجاء إليه، ونمّ له عنها أنها اتخذت له موسى، وتريد ذبحك الليل، فتناوم لترى ذلك فصدّقه فتناوم فجاءت لتحلق. فقال: صدق الغلام، فلما أهوت إلى حلقه أخذ الموسى منها وذبحها. فجاء أهلها فرأوها مقتولة، فقتلوه فوقع القتال بين الفريقين بشؤم ذلك النمام.
وحكي أيضاً أن رجلاً ماتت أخته، فلما دفنت سقط من جيبه في قبرها ذهب كان معه، فرجع ليلاً ونبش القبر فوجده ممتلئاً ناراً فرجع إلى أمه فقال لها: أخبريني ما كانت تفعل أختي من المنكر؟ فقالت له: لا أعرف منكراً إلا أنها كانت تخرج ليلاً فتستمع على أبواب الجيران ما يقولون وتنمّ به فيقع بذلك بينهم فتنة، فقال هو ذلك وأخبرها بالحال، عافانا الله من ذلك بمنِّه.
Bohong
وحكى اليافعي عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن مقاتل قال: كنت عند الشيخ عبد القادر رحمه الله ونفعنا به، فسأله سائل: علامَ بنيت أمرك؟ قال: على الصدق وما كذبت قط قال رضي الله عنه: كنت صغيراً في بلادنا، فخرجت في يوم عرفة، وتبعت بقر حراثة، فالتفتت إليّ بقرة وقالت: يا عبد القادر ما لهذا خلقت، وما بهذا أمرت فرجعت فزعاً إلى دارنا، وصعدت سطح الدار، فرأيت الناس واقفين بعرفات، فجئت إلى أمي فقلت لها: هبيني لله عزّ وجلّ وائذني لي في المسير إلى بغداد أشتغل بالعلم وأزور الصالحين فسألتني عن سبب ذلك فأخبرتها بخبري فبكت أمي وقامت إلى ثمانين ديناراً أورثها أبي، فتركت لأخي أربعين ديناراً، وخاطت في دلقي تحت إبطي أربعين ديناراً وأذنت لي بالمسير وعاهدتني على الصدق في كل أحوالي وخرجت مودّعاً، وقالت: يا ولدي اذهب قد أودعتك الله عزّ وجلّ، فهذا وجه لا أراه إلى يوم القيامة، وسرت مع قافلة صغيرة تطلب بغداد، فلما تجاوزنا همدان، وكنا بأرض كذا وكذا، بلاد سماها، خرج علينا ستون فارساً فأخذوا القافلة ولم يتعرّض لي أحدهم، فاجتاز بي أحدهم وقال لي: يا فقير ما معك فقلت له: أربعون ديناراً. فقال: وأين هي؟ قلت: مخاطة في دلقي تحت إبطي، وظن أني استهزأت به فتركني وانصرف، ومرّ بي آخر وقال مثل ما قال الأول فأجبته بجواب الأول، وتركني وانصرف، وتوافيا عند مقدمهم فأخبراه بما سمعاه مني، فقال عليّ به فأتى بي إليه. وإذا هم على تلّ يقسمون أموال القافلة. فقال لي: ما معك فقلت له: أربعون ديناراً، فقال: وأين هي؟ فقلت: مخاطة في دلقي تحت إبطي، فأمر بدلقي ففتح فوجد فيه الأربعين ديناراً. فقال لي: ما حملك على الاعتراف؟ قلت إن أمي عاهدتني على الصدق وأنا لا أخون عهدها فبكى المقدم، وقال أنت لم تخن عهد أمك، وأنا لي كذا وكذا سنة أخون عهد ربي فتاب علي يدي. فقال: أصحابه له: أنت كنت مقدمنا في قطع الطريق، وأنت الآن مقدمنا في التوبة، فتابوا كلهم على يدي وردوا على القافلة ما أخذوا منهم، فهو أوّل من تاب على يدي، نفعنا الله ببركته وحشرنا في زمرته.
Riba
وحكي أنه كان لأبي حنيفة على يهودي مال كثير قرضاً وأخذ يوماً شيئاً من طين جدار اليهودي وترّب به ورقة ناسياً دينه عليه، فلما تذكره أبرأه عن جميع ذلك المال حذراً من أن يكون ذلك رباً،
Penipuan dalam jual beli
وحكى الغزالي في الإحياء أن شخصاً كانت له بقرة يحلبها، ويخلط في لبنها ماء ويبيع، فجاء سيل فغرَّق البقرة، فقال بعض أولاده: إن تلك المياه المتفرقة التي صببناها في اللبن اجتمعت دفعة واحدة وأخذت البقرة.
وحكى شقيق البلخي: أنه كان لأبي حنيفة شريك في التجارة يقال له بشر، فخرج بشر في تجارته بمصر، فبعث إليه أبو حنيفة سبعين ثوباً من ثياب خزَ، فكتب إليه: إن في الثياب ثوب خزَ معيباً بعلامة كذا، فإذا بعته فبيِّن للمشتري العيب، قال: فباع بشر الثياب كلها ورجع إلى الكوفة، فقال أبو حنيفة: هل بيَّنت ذلك العيب الذي في الثوب الخزّ؟ فقال: بشر نسيت ذلك العيب، فقال: فتصدق أبو حنيفة بجميع ما أصابه من تلك التجارة الأصل والفرع جميعاً، قال: وكان نصيبه من ذلك ألف درهم، وقال مالٌ قد دخلت فيه الشبهة فلا حاجة لي به.
Takaran timbangan
وحكى اليافعي عن مالك بن دينار: أنه دخل على جار له احتضر، فقال: يا مالك، جبلان من النار بين يديّ أكلف الصعود عليهما. قال مالك: فسألت أهله عن حاله فقالوا: كان له مكيالان يكيل بأحدهما، ويكتال بالآخر، فدعوت بهما فضربت أحدهما بالآخر حتى كسرتهما، ثم سألت الرجل، فقال: ما يزداد الأمر إلا شدّة فمات في مرضه.
وحكي أيضاً عن بعضهم: أنه قال لبعض الناس هو في النزع، وكان يعامل الناس بالميزان قل لا اله إلا الله، فقال: ما أقدر أن أقولها لسان الميزان على لساني يمنعني من النطق بها. قال: فقلت له: أما كنت توفي الوزن؟ قال: بلى ولكن ربما كان يقع في الميزان شيء من الغبار ولا أشعر به. تفكروا عباد الله إذا كان هذا حال من لا يشعر في ميزانه بالغبار، فكيف حال من وزن ناقصاً، عجباً لمن يبيع جنة بحبة ينقصها ويشتري وادياً في جهنم بحبة يزيدها.
Kemurahan dan mengurungkan orang yang menyesal
وحكي أنّ السري السقطي كان في ابتداء أمره في بغداد صاحب دكان، وكان لا يزيد في البيع والشراء إلا ربح نصف درهم لكل عشرة، واشترى بستمائة دينار لوزاً فغلا اللوز، فجاء الدلال وقال: بع بربح ثلاثة لكل عشرة. فقال: لا أزيد الربح فوق نصف درهم لكل عشرة، ولا أنقض عزمي، فقال الدلال: أنا أيضاً لا أجيز بيع متاعك بالناقص، فلا باع الدلال ولا نقض السري عزمه. وأخرج البيهقي: من أقال نادماً أقال الله عثرته يوم القيامة.
وحكي عن بعض التجار الصالحين: أنه اشترى يوماً عسلاً بثلاثين ألف درهم، فلما كان الغد أضعف ثمنه ربح ثلاثين ألف درهم أخرى، فسمع ذلك البائع فندم على بيعه وتحسر، فقال له بعض إخوانه: أتحب أن نرجع إليك عسلك ولا يفوتك ربحه؟ فقال: إي والله. فقال تبكر غداً وتصلي مع الشيخ صلاة الصبح، فإذا سلم من صلاته وفرغ من دعائه فسلم عليه، وقل إني ندمت على بيعك العسل أمس ولا تزد على هذا شيئاً. فقال نعم، ثم بكر فصلى معه في المسجد، فلما فرغ قال له: إني ندمت على بيعك العسل. فقال لغلامه: قم وأعطه جميع عسله. فقال له بعض الحاضرين قد صار ثمنه ضعف ما وزنت أتردّه عليه. فقال: نعم إليك عني سمعت عن رسول الله أنه قال: «مَنْ أَقَالَ نادماً بَيعَتَهُ أقالَ الله عَثْرَتَهْ يَوْمَ القِيَامَةِ» أفلا أشتري إقاله عثرتي يوم القيامة بثلاثين ألف درهم، فأخذ منه ثلاثين ألفاً وردّ العسل إليه.
Dzolim
وحكي أيضاً عن عمرو بن دينار. قال: كان رجل من بني إسرائيل على ساحل البحر، فرأى رجلاً وهو ينادي بأعلى صوته: ألا من رآني فلا يظلمنّ أحداً، قال فدنا منه وقال: يا عبد الله ما خبرك؟ فقال: اعلم أني كنت رجلاً شرطياً فجئت يوماً إلى هذا الساحل، فرأيت صياداً قد صاد سمكة، فسألته أن يهبها مني، فأبى فسألته أن يبيعها مني فأبى، فضربت رأسه بسوطي، وأخذتها منه قهراً ومضيت بها. قال: فبينما أنا ماشٍ بها حاملها إذ عضت على إبهامي، فرمت أن أخلص إبهامي منها، فلم أقدر، فجئت إلى عيالي فعالجوا أن يخلصوا إبهامي منها فلم يقدروا إلا بعد تعب شديد. وقيل: إنما تعلقت بإبهامه عندما قدمت إليه ليأكلها قال: فأصبح إبهامي قد ورم وانتفخ، ثم انتفخت فيه عيون من آثار أنياب هذه السمكة، فذهبت إلى طبيب محسن، فلما نظر إلى إبهامي قال: هذه أكلة بلا شك، وإن لم تقطع إبهامك هلكت فقطعت إبهامي، ثم ضربت على يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدّة الألم فقيل لي: اقطع كفك فقطعتها وانتشر الألم إلى الساعد، وآلمني شديداً، ولم أطق القرار وجعلت أستغيث من شدّة الألم، فقيل لي: اقطعها من المرفق فقطعتها، فانتشر الألم إلى العضد وضربت عليّ عضدي أشدّ من الألم الأوّل، فقيل لي اقطع يدك من كتفك، وإلا سرى الألم إلى جسدك كله فقطعتها، فقال لي بعض الناس: ما سبب ألمك، فذكرت له قصة السمكة؟ فقال: لو كنت رجعت في أولّ ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة، فاستحللت منه واسترضيته، ولا قطعت من أعضائك عضواً فاذهب إليه الآن، واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى بدنك. قال: فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته، فوقعت على رجليه أقبلهما وأبكي، فقلت يا سيدي: سألتك بالله إلا عفوت عني فقال لي: من أنت؟ فقلت: أنا الذي أخذت منك السمكة غصباً، وذكرت ما جرى عليّ وأريته يدي، فبكى حين رآها وقال: يا أخي قد أحللتك منها لما قد رأيت بك من هذا البلاء، فقلت: يا سيدي سألتك بالله هل كنت دعوت عليّ لما أخذتها منك؟ قال: نعم قلت: اللهم هذا يقوي علي بقوته على ضعفي، فأخذ مني ما رزقتني فأرني فيه قدرتك، قلت قد أراك الله قدرته فيّ، وأنا تائب إلى الله عما كنت عليه.
وحكي أيضاً عن علي بن حرب قال: خرجت أنا وبعض شباب الموصل إلى الشط، فركبنا في زورق، فلما بعدنا من البلد وتوسطنا البحر إذا سمكة كبيرة طفرت من الشط إلى وسط الزورق، فقام الشباب، ونزلوا إلى حافة الشط ليجمعوا خطباً برسم السمكة، فنزلت معهم فبينما نحن نمشي على جانب الشط، وإذا بالقرب منا خربة، فذهبنا إليها ننظر آثارها، وإذا فيها شاب مكتوف وآخر مذبوح إلى جانبه، وبغل واقف عليه قماش. فقلنا للشاب: ما قصتك وما هذا المذبوح؟ فقال: إني كنت مكترياً مع هذا المكاري صاحب البغل، فعدل بي إلى هذا المكان، وكتفني كما ترون وقال: لا بدّ لي من قتلك، فناشدته الله تعالى، لا تظلمني ولا تربح إثمي ولا تعدمني روحي، بل تأخذ مني القماش وأنت في حلّ منه وحلفت له بالله تعالى إني لا أعلم به أحداً، وما زلت أناشده بالله تعالى، وهو لا يفعل فمدّ يده إلى سكين كانت في وسطه يجذبها، فتعسرت عليه أن تخرج من غلافها، فما زال يجذبها إلى أن خرجت بصعوبة، فما أخطأت حلقه، فذبحته فهو كما ترون وأنا على حالتي هذه. قال: فحللنا كتافه وأعطيناه البغل والقماش، وراح وعدنا إلى الزورق، فلما صعدنا طفرت السمكة إلى الشط.
وحكي أيضاً أن امرأة إسرائيلية كان لها دار بجوار قصر الملك. وكانت تشين القصر وكلما رام الملك منها أن تبيع الدار أبت أن تبيعها منه، فخرجت المرأة في سفر فأمر الملك بهدمها، فلما جاءت المرأة من السفر قالت: من هدم داري؟ قيل لها: الملك فرفعت طرفها إلى السماء وقالت: إلهي وسيدي ومولاي غبت أنا وأنت حاضر للضعيف معين وللمظلوم ناصر، ثم جلست فخرج الملك في موكبه، فلما نظر إليها قال لها؛ ما تنتظرين قالت؛ أنتظر خراب قصرك فهزأ بقولها وضحك منها، فلما جنح عليه الليل خسف به وبقصره، ووجد على بعض حيطان القصر مكتوب هذه الأبيات:
أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزدَرِيهِ    وَمَا يُدْرِيكَ مَا صَنَعَ الدُّعاءُ
سِهَامُ اللَّيْلِ لا تُخْطِي وَلاكِنْ   لَهَا أَمَدٌ وَلِلأَمَدِ انْقِضَاءُ
وَقَدْ شَاءَ الإلَّهُ بِمَا تَرَاهُ                           فَمَا لِلْمُلْكِ عِنْدَكُمُ بَقَاءُ                                حفظنا الله من شرور الظالمين،             وحمانا من مكايد الكافرين.
وحكي أنه جاء خياط إلى سفيان الثوري. فقال: إني أخيط ثياب السلطان أفتراني من أعوان الظلمة؟ فقال سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم لكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط. ومن الظلم المحرّم أن تظلم المرأة من نحو صداق أو نفقة أو كسوة، وهو داخل في قوله : لَيُّ الواجد ظلم يحل عرضه وعقوبته: أي شكايته وتعزيره بالحبس والضرب، وتأخير أجر الأخير، أو منعه منه بعد فراغ عمله الذي شرط عليه الأجرة. قال رسول الله : «قَالَ الله تَعَالَى ثَلاثَةٌ أنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ. وَرَجُلٌ بَاع حُرّاً فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيراً فَاسْتَوفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ» وراه ابن ماجه. قال : «أَعْطُوا الأجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفّ عَرَقُهُ» رواه الطبراني.
وحكي أنه حجم حجام داود الطائي فأعطاه دينارين فقالوا: أسرفت. فقال: لا دين لمن لا مروءة له.
وحكى عن الشبلي قال: قال لي خاطري يوماً أنت بخيل، فقلت: ما أنا بخيل، فقال: بلى أنت بخيل فقلت: ما أنا بخيل. فقال: بلى أنت بخيل، فنويت أن أول شيء يفتح عليّ أعطيه أو فقير ألقاه، فما تمّ هذا الخاطر حتى دخل عليّ فلان سماه بخمسين ديناراً، فأخذتها وخرجت فأول من لقيني فقير ضرير أو قال أكمه بين يدي مزين يحلق شعره فناولته ذلك. فقال: فأعطها المزين فقلت: إنها دنانير فرفع رأسه إليّ وقال: أما قلنا لك إنك بخيل فناولتها المزين. فقال: منذ قعد بين يدي هذا الفقير عقدت مع الله عقداً أن لا آخذ على حلاقته شيئاً، قال: فأخذتها وذهبت إلى البحر فرميت بها فيه. واستعمال العارية في غير المنفعة التي استعارها لها، وإعارتها من غير إذن مالكها، واستعمالها بعد المدة المؤقتة بها، وقيل إنه رجع ابن المبارك من مرو ورجع إبراهيم بن أدهم من بيت المقدس إلى البصرة لردّ تمرة إلى الشام وفي قلم استعاره فلم يرده على صاحبه، وكان حسان بن أبي سنان لا ينام مضطجعاً ولا يأكل سميناً، ولا يشرب بارداً ستين سنة، فرؤي في المنام بعد ما مات فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: خيراً إلا أني محبوس عن الجنة بإبرة استعرتها فلم أردّه
وحكي أن رجلاً من المنهمكين في الفساد مات في نواحي البصرة، فلم تجد امرأته من يعينها على حمل جنازته لكثرة فسقه وتجافي الناس له، فاستأجرت حمالين يحملونها إلى المصلى فما صلى عليه أحد، فحملوه إلى الصحراء ليدفنوه، وكان بالقرب من الموضع جبل فيه رجل من الزهاد الكبار، فنزل ذلك الزاهد للصلاة عليه، وانتشر الخبر في البلد، وقالوا: نزل فلان ليصلي على فلان فخرج الناس فصلوا عليه مع الزاهد وتعجبوا من صلاته عليه، فقال لهم إنه قيل لي في النوم انزل إلى الموضع الفلاني تَر فيه جنازة رجل ليس معها إلا امرأته فصلّ عليها، فإنه مغفور له، فزاد تعجب الناس فاستدعى الزاهد زوجته يسألها عن حاله، وكيف كانت سيرته، فقالت: كان كما سمعت طول النهار في الماخور مشغولاً بشرب الخمر، فقال: انظري هل يعرض له شيء من أفعال الخير؟ قالت: لا والله إلا أنه كان يفيق كل يوم من سكره عند صلاة الصبح، فيبدل ثيابه ويتوضأ ويصلي الصبح، ثم يعود إلى ماخوره يشتغل بشربه ولهوه، وكان لا يخلو بيته من يتيم أو يتيمين يفضله على ولده، وكان يفيق في أثناء سكره فيبكي ويقول: إلهي أيّ زاوية من زوايا جهنم تريد أن تملأها بهذا الخبيث، يعني نفسه. وأخرج الشيخان عن أبي هريرة: الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر. وابن ماجه: الساعي على الأرملة كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يقوم الليل ويصوم النهار.
وحكي أنه كان لبعض مياسير العلويين بنات من علوية، فمات واشتدّ بهن الفقر إلى أن رحلن من وطنهنّ خوف الشماتة، فدخلن مسجد بلد مهجور، فتركتهنّ فيه، وخرجت تحتال لهنّ على القوت فمرّت بكبير البلد وهو مسلم، فشرحت له حالها فلم يصدّقها، وقال: لا بدّ أن تقيمي عندي البينة بذلك، فقلت: أنا غريبة فأعرض، ثم مرّ بمجوسي فشرحت له حالها بذلك، فصدَّق وأرسل بعض نسائه فأتت بها وبناتها إلى داره، فبالغ في إكرامهنّ، فلما مضى نصف الليل رأى ذلك المسلم القيامة والنبي معقود على رأسه لواء الحمد، وعنده قصر عظيم، فقال: يا رسول الله لمن هذا القصر؟ فقال: لرجل مسلم، قال: أنا مسلم موحد، قال : أقم عندي البينة بذلك، فتحير فقصّ له خبر العلوية، فانتبه الرجل في غاية الحزن والكآبة إذ ردّها، ثم بالغ في الفحص عنها حتى دلّ عليها بدار المجوسي فطلبها منه فأبى، وقال: قد لحقني من بركاتهنّ، فقال: خذ ألف دينار وسلمهنّ إليّ فأبى، فأراد أن يكرهه فقال له: الذي تريده أنا أحق به، والقصر الذي رأيته في النوم خلق لي. فقال: أنت لست بمسلم؛ فقال: أتفخر علي بإسلامك فوالله ما نمت أنا وأهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد العلوية، ورأيت مثل منامك، وقال رسول الله : العلوية وبناتها عندك قلت: نعم يا رسول الله. قال: القصر لك ولأهل دارك فانصرف المسلم وبه من الكآبة والحزن ما لا يعلمه إلا الله تعالى.
ًWashiat
وحكى أبو العباس أحمد بن يعقوب أنه رؤي معروف الكرخيّ في النوم فقيل له: ما صنع الله بك؟ قال: أباحني الجنة غير أن في نفسي حسرة أني خرجت من الدنيا ولم أتزوج.
وحكى أن بعض الصالحين كان يعرض عليه التزوج فيأبى برهة من دهره، فانتبه من نومه ذات يوم وقال: زوجوني فزوجوه فسئل عن ذلك، فقال لعل الله يرزقني ولداً ويقبضه فيكون لي مقدمة في الآخرة، ثم قال: رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت، وكنت من جملة الخلائق في الموقف وبي من العطش والكرب ما كاد أن يقطع عنقي، وكذا الخلائق في شدّة العطش والكرب، فنحن كذلك إذا ولدان قد ظهروا بأيديهم أباريق من فضة مغطاة بمناديل من نور، وهم يتخللون الجمع، ويتجاوزن أكثر الناس، ويسقون واحداً بعد واحد، فمددت يدي إليهم وقلت لبعضهم: اسقني فقد أجهدني العطش فنظر إليّ وقال: ليس لك ولد فينا إنما نسقي آباءنا وأمهاتنا، فقلت: من أنتم؟ فقالوا: نحن أطفال المسلمين.

Mencegah hak salah satu suami isteri
وحكي أنه كان لبعض الصالحين أخ صالح، وكان يزوره كل سنة، فجاء مرّة لزيارته فطرق بابه، فقالت زوجته: من؟ فقال: أخو زوجك في الله جاء لزيارته، فقالت: ذهب يحتطب لا رده الله، وبالغت في شتمه وسبه؛ فبينما هو كذلك وإذا بأخيه قد حمَّل الأسد حزمة حطب، وهو مقبل به، فلما وصل أخاه سلم عليه ورحب به؛ ثم أنزل الحطب من على ظهر الأسد وقال له: اذهب بارك الله فيك؛ ثم أدخل أخاه وهي تسبه فلا يجيبها فأطعمه، ثم ودعه وانصرف على غاية التعجب من صبره عليها، ثم جاء في العام الثاني فدق الباب فقالت: من؟ قال: أخو زوجك جاء يزوره. قالت: مرحباً وبالغت في الثناء عليه، وأمرته بانتظاره، فجاء أخوه والحطب على ظهره فأدخله وأطعمه، وهي تبالغ في الثناء عليهما، فلما أراد مفارقته سأله عما رأى من حمل الأسد حطبه في زمن تلك البذية اللسان، ومن حمله الحطب هو على ظهره في زمن هذه السهلة اللينة فما السبب فيه؟ فقال: ياأخي توفيت تلك الشرسة وكنت صابراً على شؤمها وتعبها، فسخر الله تعالى لي الأسد الذي رأيت يحمل الحطب بصبري عليها؛ ثم تزوجت هذه الصالحة، وأنا في راحة فانقطع عني الأسد، فاحتجت أن أحمل على ظهري لأجل راحتي مع هذه الصالحة.
Birrul waliden
وحكى البغوي في معالمه أنه كان في بني إسرائيل رجل صالح له ابن طفل، وله عجلة أتى بها إلى غيضة، وقال: اللهمّ أستودعك هذه العجلة لابني حتى يكبر ومات الرجل، فصارت العجلة في الغيضة عوناً، وكانت تهرب من كل من رآها، فلما كبر الابن كان بارّاً بوالديه، وكان يقسم ليله ثلاثة أثلاث يصلي ثلثاً، وينام ثلثاً، ويجلس عند رأس أمه ثلثاً، فإذا أصبح انطلق، فاحتطب على ظهره فيأتي به السوق، فيبيعه بما شاء الله، ثم يتصدّق بثلثه، ويأكل ثلثه، ويعطي والدته ثلثه. فقالت له أمه يوماً: إن أباك ورّثك عجلة استودعها في غيضة كذا، فانطلق فادع اله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب أن يردّها عليك، وعلامتها أنك إذا نظرت إليها يخيل إليك أنّ شعاع الشمس يخرج من جلدها، وكانت تسمى تلك البقرة المذهبة لحسنها وصفرتها، فأتى الفتى الغيضة فرآها ترعى فصاح بها وقال: أعزم عليك بإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، فأقبلت تسعى حتى قامت بين يديه، فقبض على عنقها يقودها، فتكلمت البقرة وقالت: أيها الفتى البارّ بوالدته اركبني، فإنّ ذلك أهون عليك فقال الفتى: إن أمي لم تأمرني بذلك، ولكن قالت: خذ بعنقها، فقالت البقرة بإله بني إسرائيل لو ركبتني ما كنت تقدر عليّ أبداً، فانطلق فإنك لو أمرت الجبل أن ينقلع من أصله، وينطلق معك لفعل لبرّك بأمك، فسار الفتى بها إلى أمه فقالت له: إنك فقير لا مال لك، ويشقّ عليك الاحتطاب بالنهار والقيام بالليل، فانطلق فبع هذه البقرة قال: بكم أبيعها؟ قالت: بثلاثة دنانير ولا تبع بغير مشورتي، وكان ثمن البقرة ثلاثة دنانير، فانطلق بها إلى السوق، فبعث الله ملكاً ليري
خلقه قدرته وليخبر الفتى برّه بوالدته، وكان الله به خبيراً. فقال له الملك: بكم تبيع هذه البقرة؟ قال: بثلاثة دنانير وأشترط عليك رضا والدتي. فقال الملك: خذ ستة دنانير ولا تستأمر والدتك. فقال الفتى: لو أعطيتني وزنها ذهباً لم آخذه إلا برضا أمي فردّها إلى أمه فأخبرها بالثمن. فقالت: فأرجعها فبعها بستة دنانير على رضا مني، فانطلق بها إلى السوق وأتى الملك فقال: استأمرت أمك؟ فقال الفتى: إنها أمرتني أن لا تنقصها عن ستة دنانير على أن أستأمرها. فقال الملك: فإني أعطيك اثني عشر ديناراً على أن لا تستأمرها، فأبى الفتى ورجع إلى أمه، فأخبرها بذلك فقالت: إنّ الذي يأتيك ملك في صورة آدمي ليختبرك، فإذا أتاك فقل له: أتأمرنا أن نبيع هذه البقرة أم لا؟ ففعل. فقال له الملك: اذهب إلى أمك فقل لها أمسكي هذه البقرة، فإنّ موسى بن عمران يشتريها منكم لقتيل يقتل من بني إسرائيل، فلا تبيعوها إلا بملء مسكها دنانير، فأمسكها وقدّر الله على بني إسرائيل ذبح تلك البقرة بعينها، فما زالوا يستوصفون حتى وصف لهم تلك البقرة مكافأة على برّ والدته فضلاً منه ورحمة.
وحكى اليافعي أن الله سبحانه وتعالى أوحى إلى سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام: أن أخرج إلى ساحل البحر تبصر عجباً، فخرج سليمان بن داود ومن معه من الجنّ والإنس، فلما وصل الساحل التفت يميناً وشمالاً فلم ير شيئاً، فقال لعفريت: غص في هذه البحر، ثم ائتني بعلم ما تجد فيه، فغاص، ثم رجع بعد ساعة وقال: يا نبيّ الله إني ذهبت في البحر مسيرة كذا وكذا لم أصل إلى قعره ولا نظرت فيه شيئاً، فقال لعفريت آخر: غص في هذا البحر وائتني بعلم ما تجد فيه، فغاص ثم رجع بعد ساعة وقال مثل قول الأول، إلا أنه غاص مثل الأول مرتين. فقال لآصف بن برخيا وهو وزيره الذي ذكره الله تعالى في القرآن: {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الكِتَابِ} (سورة النمل:40) قال له: ائتني بعلم ما في هذا البحر، فجاء بقبة من الكافور الأبيض لها أربعة أبواب باب من درّ وباب من ياقوت وباب من جوهر، وباب من زبرجد أخضر، والأبواب كلها مفتوحة، ولا يدخل فيها قطرة من الماء، وهي في داخل البحر في مكان عميق مثل مسيرة ما غاص فيه العفريت الأول ثلاث مرات، فوضعها بين يدي سليمان عليه السلام، وإذا في وسطها شاب حسن الشباب نقيّ الثياب، وهو قائم يصلي، فدخل سليمان عليه السلام القبة وسلم على ذلك الشاب وقال: ما أنزلك في قعر هذا البحر؟ قال: يا نبي الله إنه كان أبي رجلاً مقعداً وكانت أمي عمياء، فأقمت في خدمتها سبعين سنة، فلما حضرت وفاة أمي قالت: اللهم أطل حياة ابني في طاعتك، ولما حضرت وفاة أبي قال: اللهم استخدم ولدي في مكان لا يكون للشيطان عليه سبيل، فخرجت إلى هذا الساحل بعد ما دفنتهما، فنظرت هذه القبة موضوعة، فدخلتها لأنظر حسنها، فجاء ملك من الملائكة، فاحتمل القبة وأنا فيها، وأنزلني في قعر هذا البحر. قال سليمان في أيّ زمان كنت أتيت هذا الساحل؟ قال: في زمان إبراهيم الخليل عليه السلام، فنظر سليمان عليه السلام في التاريخ، فإذا له ألفا سنة وأربعمائة سنة، وهو شاب لا شيبة فيه، قال: فما كان طعامك وشرابك داخل هذا البحر؟ قال: يا نبي الله يأتيني كل يوم طير أخضر في منقاره شيء أصفر مثل رأس الإنسان، فآكله فأجد فيه طعم كل نعيم في دار الدنيا، فيذهب عني الجوع والعطش والحرّ والبرد والنوم والنعاس والفترة والوحشة. فقال سليمان: أتحبّ أن تقف معنا أو تردّ إلى موضعك؟ فقال: ردّني إلى موضعي يا نبي الله. فقال: ردّه يا آصف فردّه، ثم التفت فقال: انظروا كيف استجاب الله تعالى دعاء الوالدين، فأحذركم عقوق الوالدين.
Motong sanak
وحكى شيخنا ابن حجر رحمه الله: أن رجلاً غنياً حج فأودع آخر موسوماً بالأمانة والصلاح ألف دينار حتى يعود من عرفة، فلما عاد وجده قد مات، فسأل ورثته عن المال فلم يكن لهم به علم، فسأل علماء مكة فقالوا: إذا كان نصف الليل فائت زمزم وانظره فيها، وناد يا فلان باسمه فإن كان من أهل الخير، فسيجيبك من أوّل مرة، فذهب ونادى فيها فلم يجبه أحد، فأخبرهم فقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، نخشى أن يكون صاحبك من أهل النار، اذهب إلى أرض اليمن ففيها بئر تسمى برهوت يقال إنه على فم جهنم، فانظر فيها بالليل ونادِ فيها يا فلان فسيجيبك منها. فمضى إلى اليمن وسأل عن البئر فدلّ عليها، فذهب إليها ليلاً ونادى فيها يا فلان فأجابه. فقال: أين ذهبي؟ فقال: دفنته في الموضع الفلاني من داري، ولم أأتمن عليه ولدي فائتهم واحفر هناك تجده. فقال: ما الذي أنزلك هاهنا، وقد كنت أظنّ بك الخير. قال: كانت لي أخت فقيرة هجرتها، وكنت لا أحنو عليها فعاقبني الله بسببها، وأنزلني هذا المنزل وتصديق ذلك الحديث الصحيح: لا يدخل الجنة قاطع: أي قاطع رحمه وأقاربه.
Hak-hak amat
وحكي أن عمر بن عبد العزيز قال يوماً لجاريته، روّحيني أنام فروّحته فنام، فغلبها النوم فنامت، فلما انتبه أخذ المروحة وجعل يروحها؛ فلما انتبهت ورأته يروحها صاحت، فقال لها عمر: إنما أنت بشر مثلي أصابك من الحرّ ما أصابني، فأحببت أن أروّحك كما روحتيني.
Zina
وحكي عن الحسن قال: كانت امرأة بغي في زمن بني إسرائيل لها ثلث الحسن لا تمكن من نفسها إلا بمائة دينار ، وأنه أبصرها عابد فأعجبته، فذهب وعمل بيده، وعالج فجمع مائة دينار، ثم جاء إليها وقال: إنك أعجبتيني فانطلقت فعملت بيدي، وعالجت حتى جمعت مائة دينار. فقالت: ادخل فدخل وكان لها سرير من ذهب، فجلست على سريرها ثم قالت له: هلمّ، فلما جلس منها مجلس الرجل من المرأة ذكر مقامه بين يدي الله الرقيب لأعمال العباد فأخذته رعدة فقال لها: اتركيني أخرج ولك المائة دينار، قالت: ما بدا لك وقد زعمت أني أعجبتك، فلما قدرت عليّ فعلت الذي فعلت قال: فزعاً من الله ومن مقامي بين يديه، وقد غضب عليّ فأنت أبغض الناس إليّ فقالت: إن كنت صادقاً فمالي زوج غيرك، فقال: دعيني أخرج، فقالت: له: لا إلا أن تجعل لي أنك تتزوج بي، قال: افعل فتقنع بثوبه، ثم خرج إلى بلده، فارتحلت نادمة على ما كان منها حتى قدمت بلده، فسألت عن اسمه ومنزله فدلت عليه وكانت تعرف بالملكة، فقيل له: إن الملكة قد جاءت، فلما رآها شهق شهقة فمات رحمه الله. قال: فسقطت في يدها. وقالت: أما هذا فقد فاتني هل له من قريب؟ قالوا: له أخ رجل فقير، قالت: فأنا أتزوج به حباً لأخيه، فتزوجته فيسر الله تعالى منه سبعة أنبياء .
وحكى اليافعي: أنه كان شابّ في بني إسرائيل لم يرَ في زمانه أحسن منه، وكان يبيع القفاف، فبينما هو ذات يوم يطوف بقفافه إذ خرجت امرأة من دار ملك من ملوك بني إسرائيل، فلما رأته رجعت مبادرة، فقالت لابنة الملك إني رأيت شاباً بالباب يبيع القفاف لم أر شاباً أحسن منه فقالت لها: أدخليه فخرجت إليه وقالت: يا فتى ادخل معي نشتر منك، فدخل فأغلقت الباب دونه، ثم دخل باباً آخر، فكذلك حتى أغلقت عليه ثلاثة أبواب، ثم استقبلته بنت الملك كاشفة عن وجهها ونحرها فقال اشتروا حاجتكم. فقالت: إنا لم ندعك لهذا إنما دعوناك لكذا يعني تراوده عن نفسه. فقال لها: اتقي الله. قالت: إن لم تطاوعني على ما أريد أخبرت الملك أنك إنما دخلت عليّ تكابرني عن نفسي، فوعظها فأبت فقال: ضعوا لي وضوءاً فقالت: يا جارية ضعي له وضوءاً فوق الجوشق مكاناً لا يستطيع أن يفرّ منه، قال: وكان من فوق الجوشق إلى الأرض أربعون ذراعاً، فلما صار في أعلى الجوشق قال: اللهم إني دعيت إلى معصيتك، وإني أختار أن أرمي بنفسي من الجوشق ولا أرتكب المعصية. ثم قال: بسم الله وألقى نفسه من أعلى الجوشق، فأهبط الله إليه ملكاً من الملائكة، فأخذ بضبعيه فوقع قائماً على رجليه، فلما صار في الأرض قال: اللهم إن شئت رزقتني رزقاً تغنيني به عن بيع هذه القفاف، فأرسل الله إليه جراداً من ذهب، فأخذ منه حتى ملأ ثوبه، فلما صار في ثوبه قال: اللهم إن كان هذا رزقاً رزقتنيه في الدنيا فبارك لي فيه قال: فنودي إن هذا الذي أعطيتك جزء من خمسة وعشرين جزءاً من أجر صبرك على إلقائك نفسك من هذا الجوشق، فقال: اللهم لا حاجة لي فيما ينقص مما لي عندك في الآخرة فرفع ذلك منه، وقيل للشيطان: هلا أغويته؟ يعني بارتكاب الفاحشة فقال: كيف أقدر أغوي من بذل نفسه لله؟ رضي الله عنه ونفعنا به.
وحكي أيضاً عن بعض الصالحين قال: بينما أنا أطوف بالكعبة، إذا بجارية على عنقها طفل صغير وهي تنادي يا كريم يا كريم عهدك القديم قال: فقلت لها: ما هذا العهد الذي بينك وبينه؟ قالت: ركبت في سفينة ومعنا قوم من التجار، فعصفت بنا ريح فغرقت السفينة وجميع من فيها، ولم ينجُ منهم أحد غيري، وهذا الطفل في حجري وأنا على لوح ورجل أسود على لوح آخر، فلما أضاء الصبح نظر الأسود إليّ وجعل يدافع الماء بيده حتى لصق بي، واستوى معنا على اللوح وجعل يراودني عن نفسي، فقلت: يا عبد الله أما تخاف الله ونحن في بلية لا نرجو الخلاص منها بطاعته فكيف بمعصيته، فقال: دعي عني هذا فوالله لا بدّ لي من هذا الأمر، قالت: وكان هذا الطفل نائماً في حجري فقرصته فاستيقظ وبكى فقلت: يا عبد الله دعني أنوّم هذا الطفل، ويكون من أمرنا ما قدّر الله، فمدّ الأسود يده إلى الطفل ورمى به في البحر، فرمقت إلى السماء بطرفي وقلت: يا من يحول بين المرء وقلبه حل بيني وبين هذا الأسود بحولك وقوّتك، إنك على كل شيء قدير، فوالله ما استوعبت الكلمات حتى ظهرت دابة من دواب البحر ففتحت فاها، والتقمت الأسود وغاصت به في البحر، وعصمني الله منه بحوله وقدرته، وهو القادر على ما يشاء سبحانه وتعالى، قالت: وما زالت الأمواج تدافعني حتى رمتني إلى جزيرة من جزائر البحر، فقلت في نفسي: آكل من بقلها وأشرب من مائها حتى يأتي الله بأمره، فلا فرج لي إلا منه فمكثت أربعة أيام، فلما كان في اليوم الخامس لاحت لي سفينة في البحر على بعد، فعلوت على تلّ، وأشرت إليهم بثوب كان عليّ، فخرج إليّ منهم ثلاثة أنفس في زورق، فركبت معهم فلما دخلت السفينة الكبرى، إذا بالطفل الذي رمى به الأسود في البحر عند رجل منهم، فلم أتمالك أن تراميت عليه، وقبلت بين عينيه وقلت: والله ولدي وقطعة من كبدي. فقال لي أهل السفينة أمجنونة أنت أم خبل عقلك؟ فقلت: والله ما أنا بمجنونة ولا خبل عقلي، ولكن خبري كيت وكيت، وذكرت لهم القصة إلى آخرها، فلما سمعوا ذلك مني أطرقوا رؤوسهم وقالوا: يا جارية قد أخبرتينا بأمر تعجبنا منه، ونحن أيضاً نخبرك بأمر تعجبين منه: بينما نحن نجري بريح طيبة إذ بدابة قد اعترضتنا، ووقفت أمامنا وهذا الطفل على ظهرها، وإذا مناد ينادي إن لم تأخذوا هذا الطفل من على ظهرها وإلا هلكتم، فصعد واحد على ظهرها وأخذ الطفل، فلما دخل به في السفينة غاصت الدابة في البحر، وقد تعجبنا من هذا ومما أخبرتنا، وقد عاهدنا الله تعالى أن لا يرانا على معصية بعد هذا اليوم قال: فتابوا عن آخرهم. قلت: سبحان اللطيف جميل العوائد، سبحان مدرك الملهوف عند الشدائد، حمانا من الزنى الرب الودود وجعلنا من خير العباد.
Zina mata
وحكى الأصمعي قال: خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام من طريق الشام، فبينما نحن سائرون إذ خرج علينا أسد عظيم الخلقة هائل المنظر، فقطع على الركب الطريق، فقلت لرجل إلى جانبي: أما في هذا الركب رجل يأخذ سيفاً، ويرد عنا هذا الأسد فقال: أما الرجل فلا أدري، ولكنني أعرف امرأة ترده بغير سيف فقلت: وأين هي؟ فقام وقمت معه إلى هودج قريب منا، فنادى يا بنية انزلي فردي عنا هذا الأسد، فقالت: يا أبت أيطيب قلبك أن ينظر إليّ الأسد، وهو ذكر وأنا أنثى، ولكن يا أبت قل للأسد ابنتي فاطمة تقرئك السلام، وتقسم عليك بالذي لا تأخذه سنة ولا نوم إلا ما عدلت عن طريق القوم.
وحكى اليافعي عن بعض الصالحين قال: كان بالبصرة رجل يقال له ذكوان كان سيداً في زمانه؛ فلما حضرته الوفاة لم يبق أحد بالبصرة إلا شهد جنازته. قال: فلما انصرف الناس من دفنه نمت عند بعض القبور، وإذا ملك قد نزل من السماء وهو يقول: يا أهل القبور قوموا لأخذ أجوركم، فانشقت القبور عن أهلها، وخرج كل من فيها فغابوا ساعة، ثم جاؤوا وذكوان في جملتهم وعليه حلتان من الذهب الأحمر مرصع بالدر والجوهر، وبين يديه غلمان يسبقونه إلى قبره، وإذا ملك ينادي هذا عبد كان من أهل التقوى فبنظرة واحدة وصلت إليه المحن والبلوى، فامتثلوا فيه أمر المولى فقرب من جهنم، فخرج إليه منها لسان أو قال ثعبان، فلدغ بعض وجهه فاسودّ ذلك الموضع، ونادى يا ذكوان لم يخف عن المولى من أمرك شيء هذه النفخة بتلك النظرة، ولو زدت لزدناك، فبينما هو كذلك، وإذا رجل قد أطلع رأسه من قبره، فقال: يا هؤلاء ما أردتم فوالله لقد متّ منذ تسعين سنة فما ذهبت حرارة الموت مني حتى الآن، فادعوا الله أن يعيدني كما كنت قال وبين عينيه أثر السجود.
Minum Arak
وحكي عن الفضيل بن عياض رحمه الله: أنه حضر عند تلميذ له حضره الموت، فجعل يلقنه الشهادة ولسانه لا ينطق بها فكرّرها. فقال: لا أقولها وأنا بريء منها ثم مات، وخرج الفضيل من عنده وهو يبكي، ثم رآه بعد مدة في منامة، وهو يسحب به إلى النار. فقال: يا مسكين بم نزعت منك المعرفة؟ فقال: يا أستاد كان بي علة فأتيت بعض الأطباء فقال: تشرب في كل سنة قدحاً من الخمر، فإن لم تفعل تبق بك علتك، فكنت أشربها في كل سنة لأجل التداوي، فهذا حال من شربها للتداوي، فكيف حال من شربها لغير ذلك؟ نسأل الله العافية من كل بلاء ومحنة.
وحكي أنه سئل بعض التائبين عن سبب توبته. فقال: كنت أنبش القبور، فرأيت فيها أمواتاً مصروفين عن القبلة، فسألت أهاليهم عنهم؟ فقالوا: كانوا يشربون الخمر في الدنيا وماتوا من غير توبة.
وحكي عن نباش أنه قال: نبشت قبراً فرأيت صاحبه قد حوّل خنزيراً، وقد شد بالسلاسل والأغلال في عنقه فخفت منه وأردت الخروج، وإذا بقائل يقول ألا تسأل عن عمله ولم يعذب؟ فقلت: لماذا؟ قال: كان يشرب الخمر في الدنيا ومات من غير توبة.
وحكي عن بعض الصالحين أنه قال: مات لي ولد، فلما دفنته رأيته بعد مدة في المنام وقد شاب رأسه، فقلت: يا ولدي دفنتك صغيراً فما الذي شيبك؟ فقال: يا أبي لما دفنتني دفن إلى جانبي رجل كان يشرب الخمر في الدنيا فزفرت النار لقدومه إلى قبره زفرة لم يبق منا طفل إلا شاب رأسه من شدّة زفرتها نسأل الله العصمة منها.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar